أجمع مختصون في الشأن (الإسرائيلي)، أن الاتفاق السعودي الإيراني مؤشر خطير على مستقبل الاحتلال حال تم تطبيقه وتنفيذه بشكل كامل، مؤكدين أنه سيكون لصالح القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية في مدينة غزة، اليوم السبت، بعنوان "الاتفاق السعودي الإيراني وتأثيره على القضية الفلسطينية"، بحضور محللين وشخصيات اعتبارية.
وقال رئيس المركز مفيد أبو شمالة: إن "هذا اللقاء يأتي لبحث التقارب السعودي الإيراني وتداعياته على القضية الفلسطينية، خاصة بعد الإعلان الأخير عن عودة العلاقات بينهما برعاية صينية".
وأوضح أبو شمالة أن هذا الاتفاق سينعكس بشكل كبير على القضية إذا ما تم تنفيذه وكان هناك جديّة حقيقية بعودة العلاقة بين السعودية وإيران، مشيرا إلى أن "تراجع حدة الخلافات في المنطقة والاستقطابات سيكون في صالح القضية الفلسطينية".
توقيت مفاجئ
ووصف المختص في الشأن (الإسرائيلي) عدنان أبو عامر، توقيت عودة العلاقات بين إيران والسعودية بالمفاجئ وليس الاتفاق بحد ذاته، إذ إنه كان تتويجًا لجهود دامت قرابة عام برعاية صينية.
وقال أبو عامر: "الحديث عن الاتفاق السعودي الإيراني يدفعنا لفرضية باتت سائدة في الفترة الأخيرة، وهي أن السياستين تشهدان حالة من السيولة في الأحداث إلى درجة تحويل العدو إلى صديق والخصم إلى حليف".
وأوضح أن الاتفاق سيلقي بظلاله على الفلسطينيين، وسيشكل تكوين قوى بالمنطقة؛ إذ إنه يحد من خطورة المشروع الصهيوني وهيمنته.
وأشار إلى أن الاحتلال قد يقدم على خطوات لعرقلة الاتفاق؛ "لذلك الاتفاق ليس مفاجئًا في محتواه بل في توقيته، وهذا يعطي دلالة أنه قد لا يطوي صفقة توجيه ضربة لإيران، في الوقت يأتي لخذلان السعودية من أمريكا أكثر من مرة".
تغيير سياسي
وأوضح الخبير السياسي حسن لافي، أن التغير الرئيسي في الاتفاق السعودي الإيراني هو التغير في العلاقة الأمريكية الخليجية، وليس فقط في موضوع الصين.
وقال لافي: "إن عودة العلاقة بين الجانبين جاء على إثر الأزمة الأوكرانية الروسية، إذ إن السعودي ينظر إلى نفسه أنه من الممكن أن يجد نفسه وحيدًا دون غطاء أمريكي".
وأضاف: "السعودية استشعرت أن الأمريكي لن يكون صاحب أوراق القوة الوحيد في العالم؛ لذا تبحث عن خيارات أهمها أن تبحث عن فتح علاقات سياسية مع إيران وكذلك مع الروس".
وأشار إلى أن التغير في الموقف الأمريكي السعودي جعل السعودي أكثر جرأة للبحث عن خيارات أخرى، مع الاحتفاظ بالتحالف الأمريكي، قائلاً: "إن خشية (إسرائيل) من هذا الاتفاق أنه جاء من البوابة الإيرانية والسعودية وليست بوابتها".
وأضاف: "(إسرائيل) اليوم في أزمة استراتيجية أكبر مما هو مشروع نووي، السؤال أين سيكون تموضع (إسرائيل) خلال الـ20 عاما القادمة؟ هذا الاتفاق هو مؤشر كبير وخطير على مستقبل الكيان في المنطقة".
جدية الاتفاق
ورأى الخبير في الشؤون (الإسرائيلية) ناجي البطة، أن أثر الاتفاق السعودي الإيراني على القضية الفلسطينية يقاس بمدى جديته؛ لا بمدى عقد الاتفاق بحد ذاته.
وقال البطة: "إن كان الاتفاق الإيراني السعودي حقيقي سنرى نتائجه على الأرض، لكن أستبعد ذلك 100%؛ لأنه لو كان هذا الاتفاق يخرج السعودية من العباءة الأمريكية فالأخيرة لن تسمح بذلك".
وأضاف: "أمريكا تعتبر أن الخطر الحقيقي لسياساتها ليس روسيا أو إيران؛ بل هي الصين وقوتها الاقتصادية، لذا نحن مع الاتفاق الذي يحقق مصالح المنطقة بشكل عام ومصالح شعبنا بشكل خاص".
المصدر: مركز الدراسات السياسية والتنموية