قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد تتويجها بلقب سيدة العام

أم إبراهيم النابلسي للرسالة: "بدنا نصبر ونحط على الجرح ملح"

الرسالة نت-رشا فرحات

تُوّجت السيدة هدى النابلسي "أم إبراهيم" بلقب سيدة فلسطين لهذا العام، وجاء ذلك في احتفال لتكريم نساء فلسطين أقامته وزارة شؤون المرأة في غزة. وهي ليست المرة الأولى التي تتوج بها أم إبراهيم، فقد توّجها إبراهيم بلقب أم الشهيد قبل عام، وقد حملته بابتسامة الرضا على كتفها لتزفه إلى مثواه الأخير وكأنها تزف عريسًا.

ومنذ صيف العام الماضي، يوم استشهد إبراهيم تاركًا وراءه بارودة ووصية، وأمه تحمل الوصية في جيبها وتقلب خطواتها من بيت لبيت، توزع سلواها على قلوب الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في معارك كمعركة إبراهيم، وهي التي قالت حينما جاءها خبر استشهاده: "هذه طريقه، وأنا مرتاحة ومطمنة عليه في المكان اللي راح عليه".

صنعت أم إبراهيم نهجها وحدها، صورة الأم التي تحمل نعش ابنها فوق كتفها أصبحت سنة تمشي عليها كل أمهات الشهداء، فحملت أم ضياء الريماوي ابنها على كتفها وطلبت من السيدات تهنئتها، ثم أصرت على دفنه بيديها.

وعلى ذات النهج حملت أم وسيم خليفة، شهيد مخيم بلاطة، نعش ابنها، وكذلك فعلت أم الشهيد عمر مناع، وإبراهيم أبو صلاح.

وتعليقًا على اللقب قالت السيدة هدى النابلسي (أم إبراهيم): "احنا لازم نصبر، وكل أم شهيد لازم تصبر، ودائما ما أقول ذلك لكل أم شهيد، اصبري ورابطي وصابري، ودماء أولادنا الزكية لن تذهب هدرا، ويكفينا فخرا أننا فلسطينيون".

وتابعت: "دماء أبنائنا كانت فداء لله ولرسول الله ولمسرى رسول الله، وإنما النصر صبر ساعة ونحن أقوياء، وابنك بصبرك يرتقي حتى يصل للفردوس الأعلى، بدنا نصبر، بدنا نحط على الجرح ملح، وبدنا نوصل للغاية اللي بدنا إياها مع حبيبنا رسول الله".

وقالت وكيلة وزارة شؤون المرأة أميرة هارون خلال حفل التتويج: "هذا اليوم فرصة للتعبير والامتنان والشكر للأم وللمرأة الفلسطينية بشكل عام، تقديراً وإجلالاً لدورها العظيم وهي تصبر وتصابر وترضى وتثابر وتبقى مرفوعة الرأس عزيزة كريمة، تبقى مداداً ودماءً وقولاً وفعلاً تجسد الرسالة الخالدة في أبهى صورة".

وأضافت: "إن الرسالة الخالدة للعظيمات في الصفوف الأولى في مواجهة الاحتلال في نابلس وجنين وعلى أبواب القدس والمسجد الإبراهيمي، إنها رسالة تقول لنا: هوّنوا عليكم؛ فنحن بالفعل موجودون خلف ثوابتنا وحقنا".

ونوّهت هارون إلى أن خير دليل على عظمة الأم الفلسطينية ما تُوجت به، أمس، الأم الصابرة "هدى النابلسي" والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، بجائزة امرأة فلسطين للعام 2023، وذلك لما أحدثته من أثر واضح في مسيرة تضحية الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده، كباقي أمهات وزوجات وشقيقات وبنات الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين.

لم تتوقف صور أمهات الشهداء عند تشييع أبنائهن؛ بل تحولن إلى جماعة مواساة حينما شكلن مبادرة لزيارة أمهات الشهداء الجدد ومواساتهن بابتسامة رضا، ليقدمن صورة بهية لرضا الأم الفلسطينية التي يموت ابنها وتقابل الموت بابتسامة وزغرودة، ليواجهن الدبابة (الإسرائيلية) بأقوى سلاح.

ونجحت مبادرة الأمهات التي تتكون من: أم إبراهيم النابلسي، وأم عاصف البرغوثي، وأم أحمد جرار، والكثير من الأمهات اللواتي تحوّلن لأيقونة قوة ترفع في كل جنازة شهيد، وتسند كتف الأمهات في الشدائد، ويمكن للأبناء المراهنة على ابتساماتهن كداعم وحيد في مواجهة الخوف، ودافع قوي للمقاومة الباسلة المنتصرة في كل الأحوال.

 

البث المباشر