وجّه الأسرى في سجون الاحتلال صفعة قوية لوزير الأمن القومي (الإسرائيلي) المتطرف ايتمار بن غفير، عقب انتصارهم على القرارات العقابية بحقهم والتوصل لاتفاق مع إدارة السجون.
وتتضمن الاتفاقية وقف جميع الأشكال العقابية بحق الأسرى وعودة الأوضاع كما كانت في السابق، حيث يأتي هذا الانتصار عقب توحّد الأسرى لخوض إضراب جماعي كان مقررا صبيحة اليوم الخميس.
وأكد مختصون في شؤون الأسرى، أنه لا يمكن للأسرى السكوت على أي تغييرات سلبية على صعيد الحياة المعيشية لهم، وأن توحدهم في إضرابهم دفع إدارة السجون للتراجع عن تطبيق قرارات "بن غفير".
انتصار كبير
المتحدث باسم مكتب اعلام الأسرى، حازم حسنين، أكد أن انتصار الأسرى جاء بعد مفاوضات قوية جرت يوم أمس، تكللت بالنجاح وإيقاف الهجمة الشرسة التي شنها "بن غفير" تجاه الأسرى.
وقال حسنين في حديث لـ "الرسالة نت": إن الحركة الأسيرة ضغطت لآخر لحظة قبل الإضراب، وكانت ذاهبة نحوه وبقوة، "في وقت لا يمكن القبول فيه بأي إجراءات عقابية تهدف للنيل من عزيمة الأسرى".
وأوضح أن الاتفاق يتضمن وقف كافة الإجراءات العقابية بحق الأسرى، والتي فرضها "بن غفير" في وقت سابق.
وحول ضمانات إدارة السجون في الالتزام بمطالب الأسرى، قال حسنين: "صحيح أنه لا ضمانات بالتزام الاحتلال باتفاقياته مع الأسرى؛ ولكن يوجد ضامنان أساسيان، وهما: توحد الأسرى واستعدادهم لتصعيد الموجة ضد إدارة السجون في حالة تنصل الاحتلال، وكذلك مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومة للأسرى".
ووفق مصادر مطلعة، فإن الاتفاق جرى برعاية وضغوط مكثفة من أطراف إقليمية، والمفاوضات الثانية بين اللجنة القيادية للإضراب.
الباحث في شؤون الأسرى، رأفت حمدونة، أكد أن عزم الأسرى منذ اللحظة الأولى على وقف تغوّل إدارة السجون ووزير الأمن القومي "بن غفير" هو من أوصلهم لهذا الانتصار.
وقال حمدونة في حديث لـ "الرسالة نت": "الأسرى قرروا منذ اليوم الأول لإجراءات المتطرف بن غفير، أنه لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال".
وأثنى على القيادة الحكيمة للأسرى، والتي أدارت المعركة بروية وحكمة وصولا إلى الإضراب الجماعي الذي توقف في الساعات الأخيرة بعد رضوخ الاحتلال لمطالب الأسرى.
وفي بيان، قالت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، إن الأسرى سطروا صفحة جديدة من صفحات العز والفخار، وأجبروا الاحتلال (الإسرائيلي) على أن يوقف إجراءاته بحقهم.
وأضافت اللجنة أن انتصار الأسرى جاء نتيجة وحدتهم وإسناد الشعب الفلسطيني لهم.
وأكدت أن الأسرى يثبتون دومًا جهوزيتهم الكاملة ووحدة صفهم المتين لمواجهة سياسات الاحتلال، مقدمةً شكرها للشعب الفلسطيني ومقاومته على إسنادهم للأسرى.
وحذرت الحركة الأسيرة الاحتلال، قائلة: "عليك أن تدرك وتفهم جيدا أن الأسرى ليسوا وحدهم، وليسوا لقمةً سائغة لكل عابرٍ على أرضنا".
وخاض ممثلو الأسرى جولة مفاوضات صعبة وشاقة مع إدارة سجون الاحتلال، انتهت بوقف الإجراءات العقابية والتعسفية التي قررها المتطرف "بن غفير"، مما جعل الأسرى يوقفون خطوة الإضراب.
وتعقيبا على الاتفاقية، هدد بن غفير، صباح اليوم الخميس، بمواصلة سياسته العقابية بحق الأسرى الفلسطينيين.
وقال بن غفير: "سياستي نافذة، والخسارة التي ستلحق بالأسرى إذا استمر الإضراب ستكون كبيرة".