قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: بالصوت العالي ..فايروس الثورة

"فايروس" الثورة ينتقل بسرعة كبيرة .. العدوى تنتشر من خلال ملامسة الفضائيات الجريئة وموقع التواصل الاجتماعي على الانترنت .. خبراء غربيون وعرب وأنظمة سياسية تحاول محاصرة "الفايروس" والحد من انتشاره دون جدوى .. حاولوا عزل الشعوب المصابة وفرض حجر سياسي وامني عليها الا أنهم تفاجئوا .. "الفايروس" لديه قدرة على التشكل, ويضرب في مناطق غير متوقعة مثل تونس او متوقعة مثل مصر.

في الأردن واليمن محاولات من قبل الأنظمة لاحتواء "الفايروس" بعدما اقتنعوا بعدم القدرة على القضاء عليه حاليا .

الولايات المتحد و(إسرائيل) ودول غربية جندت مراكز الدراسات والمستشرقين والأجهزة الاستخبارية لدراسة الظاهرة والبحث عن مضاد سياسي او امني او عسكري لكن النتائج غير مطمئنة حتى اللحظة.

"الفايروس الثوري" عابر للحدود, ينتشر عبر الانترنت والفضائيات والاتصالات, وهي وسائل لا يمكن الاستغناء عنها.

واذا حاولنا دراسة مكونات "فايروس الثورة" فقد نفاجأ  من مركباته , فهو مكون من العناصر التالية :

قهر وتعذيب . منع الحريات ..إذلال وإهانة .. حصار سياسي وإعلامي .. انتهاك الإنسان قبل حقوقه, قتل ,تجويع , تجهيل, تغريب , هذه العناصر تطورت مع مرور الوقت ونتيجة تفاعلات إعلامية وتحولات عالمية دولية وإقليمية, بدأت تنتج عناصر جديدة : يأس –احباط –خضوع- خنوع.

في المرحلة الثالثة من تطور "الفايروس" بدأت العناصر المركبة تيقظ خلايا نائمة في عقل وقلب ووجدان الإنسان العربي, الخلايا أنتجت نوبات من الغضب والهستيريا, هزات من العصبية , ترجمت إلى سلوك جماعي, حرك الجماهير كأنها مبرمجة عصبيا,  انتفاض, تمرد, والصورة النهائية "فايروس الثورة" وانتقال العدوى بشكل سريع.

"فايروس" الثورة يتحرك في المستويات الأدنى, ليس فقط على مستوى الشعوب, في المؤسسات والهيئات والمكونات المجتمعية الصغيرة وصولا للأسرة, وهذا "الفايروس" رسالة أيضا لـ "ديكتاتوريات" البيوت, عليهم أن يحرصوا على إجراء إصلاحات أسرية، خشية تمرد الزوجة التي يعاملها زوجها مثل كرسي في البيت, أو الزوجة التي تحكم زوجها بالإغواء وتفريغ الجيوب, ليس بالضروري ان  يحرق المضطهد نفسه كي يعلن ثورته, يكفيه أن يحرق أعصاب الآخر.

في كل الأحوال "فايروس" الثورة انطلق ولا يمكن إيقافه اليوم, وعلى الجميع أن يستعد لنتائجه.

البث المباشر