قائد الطوفان قائد الطوفان

في مواجهة الاحتلال

بين فلسطين ولبنان.. المقاومة توحد الجبهات

الرسالة- محمد عطا الله

يعكس التصعيد الأخير حالة من وحدة الساحات وتعدد الجبهات ضد الاحتلال (الإسرائيلي) بعد تلقي الأخير صفعات غير محسوبة من صواريخ المقاومة التي زلزلت مستوطناته من جنوب فلسطين وحتى شماله.

وعزز توحد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولبنان، تشتيت الاحتلال (الإسرائيلي) الذي اجتمعت قيادته لساعات طويلة فيما يسمى بـ"الكابينت" لبحث سُبل الرد على إطلاق المقاومة صواريخ من الجبهة الشمالية صوب مستوطنات الجليل الأعلى.

وبعد ظهر الخميس أُطلقت نحو 35 صاروخًا من لبنان نحو الكيان، وذلك عقب ساعات من إطلاق نحو 25 قذيفة وصاروخًا من قطاع غزة على المستوطنات المحاذية بشكل متقطع.

ويأتي ذلك في أعقاب رد المقاومة على الاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال ضد المعتكفين في المسجد الأقصى والاقتحامات اليومية وتأكيدا على أن سيف القدس ما زال مشرعا في ظل تمادي الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته.

وتجسدت وحدة الساحات في تمدد جبهات المواجهة والاشتباك مع الاحتلال من ساحات المسجد الأقصى وحتى مناطق الضفة، وليس أخيرا باشتعال مدن الداخل المحتل وهو ما كان تخشاه وتحذر منه المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية).

واندلعت مواجهات في قرية الرينة وأم الفحم وكفرمندا بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال التي شنت حملة اعتقالات في الناصرة، وأم الفحم، وباقة الغربية، عقب تظاهرات في المدن نصرةً للمسجد الأقصى.

ويمكن القول إن هذا التطور اللافت والتعدد السريع للجبهات شكّل صدمة للمؤسسة الصهيونية بأكملها التي عملت على مدار السنوات الأخيرة وفق مبدأ فصل الساحات في الصراع والاستفراد بجبهة دون أخرى، وفق مبدأ "فرّق تسُد".

وكانت وسائل إعلام عبرية حذرت من أنّ الأوضاع الآن كما كانت عليه قبل معركة (سيف القدس)، مضيفةً أنّ "حادثة في الأقصى يمكن أن تجر هذه المرة أيضاً إلى مواجهة واسعة".

وأوردت صحيفة هآرتس العبرية أنّه "ربما لا يكرر التاريخ نفسه بدقة، لكن أحياناً، يكرر نفسه. أحداث ليلة أول أمس، داخل المسجد الأقصى وفّرت نسخة شبه مطابقة للأحداث في الحرم القدسي في شهر رمضان قبل سنتين. حينها، في أيار/مايو 2021، التوتر في القدس انزلق إلى قطاع غزة ما أدّى لمعركة سيف القدس.

ورأي الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) د. صالح النعامي أن، الكابوس الذي واجهته (إسرائيل) أثناء الحرب على غزة في أيار 2021 ، والمتمثل في انضمام فلسطيني الداخل إلى دائرة المقاومة، قد يتكرر الآن.

ويوضح النعامي في منشور له أن أنه حاليا تتواصل الاشتباكات بين شرطة الاحتلال وفلسطينيي الداخل في عدد من مدن وبلدات المثلث والجليل، هذا سيناريو رعب يقلق (إسرائيل) لأنه يؤثر بشكل كبير على تماسك جبهتها الداخلية.

ويقول الكاتب والمختص بالشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات إن قذائف مكثفة ومتواصلة من ‫لبنان‬ على الجليل الغربي، وازداد مدى إطلاق الصواريخ، وبذلك دخلت (إسرائيل) في حدث غير عادي لم تشهده في الشمال منذ سنوات.

وذكر بشارات أن رئيس الإستخبارات العسكرية (الاسرائيلية) أمان حاليفا قد حذر من الربط بين الساحات، وحذر أيضاً قائد المنطقة الشمالية جوردين من التصعيد.

وأشار إلى أن هذا التدهور في الوضع الأمني يحدث في ظل حكومة نتنياهو التي يفتقد معظم أعضائها الخبرة الأمنية، ورئيس وزرائها يخضع للمحاكمة وهو على خلاف مع وزير الأمن ومع سلاح الجو، وفي ظل حقيفة أن الشرطة تنهار، وجيش غير مستقر، مع خلاف دولي كبير للغاية مع (إسرائيل).

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن السياسي أيمن الرفاتي أن الاحتلال أساء مرة أخرى التقدير وظن أن المقاومة لن تفعل شيء، ما جرى في الأقصى تجاوز لكل الخطوط الحمراء، والمقاومة تدرك أن هناك مخطط يراد تمريره لتغيير الواقع في المسجد الأقصى ولهذا الأمور قد تذهب للتصاعد خلال الوقت القريب.

ولفت الرفاتي إلى أن الصواريخ التي أطلقت من غزة ولبنان هي رسائل محددة حول جدية المقاومة واستعدادها للمواجهة، الوقت القريب يحمل في طياته الكثير من الأحداث على مختلف ساحات وميادين المواجهة.

البث المباشر