انتشر ليلة أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تحقيق مع العميل ز.غ -22 عاما- من نابلس ألقت القبض عليه مجموعة من الثوار الفلسطينيين وسحبوا منه معلومات تسببت في اغتيال عدد من قيادات "عرين الأسود"، ثم تم إعدامه.
ومن بين الشهداء الثوار الذي تتبعهم العميل وتسبب في اغتيالهم "عبد الرحمن صبح ومحمد العزيزي".
وفي الفترة الأخيرة ومع تصاعد الأحداث في الضفة المحتلة، وسلسلة الاقتحامات والحصار الذي يفرضه الاحتلال على مدن الضفة كجنين ونابلس نفذ عدد من الأبطال عمليات فدائية فردية، جعلت الاحتلال في حالة تخبط دفعها لتجنيد عملاء للحصول على معلومات والوصول إلى فدائيين واغتيالهم لاسيما من مجموعات عرين الأسود.
بعد إلقاء القبض على العميل وإعدامه قالت مجموعات عرين الأسود في بيان توضيحي:
نظراً لِعَمليات البَحْث والتَّحري التي تَقوم بِها مجموعات عَرين الأُسود بِخصوص موضوع الخائِن الَذّي تَمَّتْ تَصْفِيَتُه الليّلة، نُعْلِمُكم بِأنَّنا سَنُوضِّح للرَّأي العام كُل ما يَلْزَم في حينه مُوثَقاً تَوثيقاً دقيقاً بَعْدَ اسْتِيفاء بَعْض الإِجراءات الأَمْنِية مِن طَرَفِنا".
ووجهت عرين الأسود رسالة للعملاء مفادها "لقد كُشفَ أَمْركُم وَظَهَرَتْ سوءتكُم، ونحن نتابعكم في أماكن تواجدكم ولن يحميكم أحد ولو تَحَصَّنتُم أيّنَما كُنْتُم.
وتم الكشف عن العميل من خلال تتبعه فهو يمتلك حسابا عبر الفيسبوك ومن مواليد عام 2000، وبدأت تدور حوله الشكوك بعد رصد العديد من تصرفاته المثيرة للشك والريبة ومن ملابسه الباهظة وأجهزة الهاتف الحديثة والمركبات التي اشتراها واستبدلها في فترة قصيرة.
غير أن العميل تواجد في معظم أماكن استهداف قادة العرين في نابلس، وكل هذه الشكوك بدأ رصدها حتى شباب العرين إلى خيط بعد منشوراته المبالغ فيها على فيس بوك والتي كان يكتبها بهدف تبييض صفحته ليوهم الجميع أنه وطني.
التعامل مع العملاء في الضفة وغزة
قليلا ما يرد عبر الإعلام تم تصفية عميل من الضفة المحتلة أو ألقي القبض عليه، وهنا يفسر ياسر مناع المحلل السياسي ذلك بالقول: "اتفاقية أوسلو تمنع معاقبة العملاء سواء بالسجن أو التعذيب أو حتى التحقيق".
وذكر مناع "للرسالة نت" أن مسألة العملاء من حيث المتابعة أو المعاقبة معقدة جدًا، وغير منظمة وتقع على عاتق المجموعات المسلحة والفصائل، لافتا إلى أن البعض كان يتخذ من الاتهام بالعمالة وسيلة لإنهاء الخلافات والمشاكل الشخصية، عدا عن أن حالات مقتل العملاء في الضفة الغربية قليلة جدًا.
وعن المفارقة بين الضفة وقطاع غزة، أوضح أن الأخير يتبع مؤسسة أمنية منظمة تخضع لقوانين تعمل على معالجة مسألة العملاء من حيث التوبة أو العقاب وتفكيك هذه الشبكات.
وأكد مناع أن إمكانية اكتشاف العملاء في قطاع غزة قائمة في كل وقت وحين وليست مرتبطة بالتصعيد أو ارتفاع مستوى المواجهة.
وفي ذات السياق يقول رامي أبو زبيدة المختص في الشأن الأمني: "تسعى الحكومة في غزة عبر برامج التحذير والتوعية لمواجهة العملاء، ويتم معاقبة من يستمر في خيانته عبر المحكمة العسكرية مع المحافظة على عوائلهم من خلال تشكيل المقاومة حاضنة اجتماعية كي لا يقعوا فريسة للاحتلال".
وأكد أن الفرق بين التعامل مع ملف العملاء في غزة والضفة كبير، ففي الضفة تعقد السلطة اجتماعات مع الاحتلال وتنسق معه أمنيا وذلك أصلا جوهر وجودها في رام الله، مبينا أن التنسيق الأمني قائم على تقديم معلومات أمنية مساندة للاحتلال.
وختم قوله بأنه لا يمكن محاربة العملاء في الضفة إلا عبر عرين الأسود، ويجب على المقاومة هناك ملاحقتهم كما يتم ملاحقة قطعان المستوطنين.