كان بالنسبة إليه أشبه بحلم أو ربما في أسوأ سيناريو ثمة كابوس يراود (إسرائيل) أن تجتمع مجموعة جبهات عليه في آن واحد وتحت عنوان مقدّس يجمع الأمة بعد شتاتها، لم يستطع أن يستوعب جنون تطبيق الفكرة وواقعيتها، رغم محاولاته سابقا محاكاة فعل كهذا إنّ حصل!.
ما كان مستبعدا حصوله ولو ميدانيا في حده الأدنى، أصبح واقعا كمن يهرب من ملك الموت فيقع في أحبال فرائسه، وفق تعبير دقيق لواقع أصبحت تشتبك فيه مجموعة جبهات تتقاطع في اللحظة والهدف والعنوان، وليس ثمة مستحيل!
وانطلقت صواريخ صوب مستوطنات شمال الضفة المحتلة، من سوريا ولبنان، خلال الأيام القليلة القادمة، ترافقا مع صواريخ انطلقت من قطاع غزة، ردا على جرائم الاحتلال وقمعه وتنكيله بحق المصلين والمرابطين في الأقصى.
تقول قيادة المقاومة إن ما حصل "بروفة" صغيرة لما يمكن حدوثه حين تندلع المواجهة، كما أنها لا تخفي أن ما حصل هو تعبير عن سنوات من التنسيق والجهود، أثمرت بغرفة مشتركة إقليمية، كان الكشف عنها للمرّة الأولى من الرجل الثالث في كتائب القسام محمد السنوار.
وقبل اعلان السنوار عن الغرفة، سبقه قائد الحركة في غزة شقيقه يحيى، للإعلان عن مشاركة من حزب الله ومحور المقاومة في الحرب الأخيرة سيف القدس 2021، في تطور مفاجئ لغير أوساط المقاومة حول حجم التطور في الميدان المشترك بين قوى المحور.
ذروة التحرك عبرّت عنه صورة للقاء جمع السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية برفقة أعضاء القيادة السياسية للحركة.
أكبر من معركة!
الإعلامي اللبناني فيصل عبد الستار، أكد أن الاجتماع الجامع بين قيادة الحزب والحركة ليس الأول؛ "لكن لهذه المرة معنى وتأثير آخر لهذه الصورة التي جاءت بالتزامن مع كل التطورات الكبيرة التي حصلت في الساحة الفلسطينية في القدس والداخل والقطاع، ثم التطورات اللاحقة التي بدأت من لبنان ولم تتوقف وصولا لسوريا والأردن ومصر".
وأضاف عبد الساتر لـ"الرسالة نت": "نحن أمام لوحة جديدة من وحدة الساحات، لوحدة الجبهات، وهذا ما تشي به الصورة وتفسره بناء على ما حدث من لبنان وسوريا ومصر".
وأكد أن الصورة ليست وحدها من يعبر عن الأمر؛ بل اتصالات ولقاءات وشيء ما ميداني بدأ يحصل في هذا الاتجاه.
وأوضح عبد الساتر أن المعركة التي تجري اليوم هي معركة تحرير بكل معنى الكلمة من معنى، ما يجري ليست جولة مواجهة مفتوحة بل معركة تحرير حقيقية في تحرير فلسطين.
وذكر عبد الساتر أن ما يحدث أكبر من جولة وانتفاضة، ونحن أمام معركة شاملة لتحرير فلسطين.
وحدة القرار والمصير!
قيادات بفصائل منضوية بمحور المقاومة، تكشف لـ "الرسالة نت" عن مستوى تطور العلاقة بين قوى المقاومة، مؤكدة أن العلاقة في أعمق وأعلى مستوياتها.
بدوره، قال نصر الشمري معاون الأمين العام لحركة النجباء العراقية، إن "التنسيق بين قوى محور المقاومة على أعلى مستوى، والتواصل بشكل دائم ومستمر، وتفاصيل العلاقة أكبر من أن يتصورها المحتل".
وأضاف الشمري لـ "الرسالة نت": "رسالتنا للمجاهد الكبير محمد الضيف أبو خالد ولكل المجاهدين.. نحن معكم بل وجنودكم في العراق وبكل بلدان محور المقاومة(..) أنتم قادرون بعون الله على قهر الاحتلال، وسلاحنا سلاحكم ودمنا دمكم".
من جانبه، قال عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله باليمن "رسالتنا لمحمد الضيف أبو خالد نحن معكم واليمن تحت إمرة المقاومة في أي وقت، وإذا رأت أي تحرك عسكري مشترك فنحن جاهزون".