قائد الطوفان قائد الطوفان

لقاء قادة المقاومة ببيروت.. صفعة للاحتلال وترسيخ لوحدة الجبهات

الرسالة- محمد عطا الله

شكّل لقاء قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس برئيس حزب الله اللبناني حسن نصر الله، صفعة على وجه قيادة الاحتلال التي تحاول الفصل بين قوى المقاومة؛ للاستفراد بجبهة دون أخرى.

اللقاء لم يكن الأول بين القياديين في حماس إسماعيل هنية وصالح العاروري مع نصر الله، إلا أن الأهمية جاءت في أنه يأتي عقب التصعيد الأخير مع الاحتلال وانضمام جبهة جنوب لبنان وسوريا مع قطاع غزة في توجيه ضربات للاحتلال.

 وبحث نصر الله مع وفد من حركة حماس برئاسة هنية التطورات السياسية في المنطقة وجهوزية المقاومة، وتعاون أطرافها في مواجهة الأحداث والتطورات. وكان هنية وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت في الخامس من نيسان (أبريل) الجاري على رأس وفد قيادي من حركة حماس.

ويقول مراسل الشؤون العربية في القناة "13" العبرية، حيزي سيمنتوف، أن أهمية اللقاء تكمن في تنسيق المواقف بين حماس وحزب الله، وأن الهدف منه بث الوحدة في محور المقاومة، سوريا وإيران وحماس وحزب الله، وأيضاً لتنسيق المواقف بشكل وثيق جداً بين نصر الله وهنية والعاروري.

وتعليقاً على الصورة المشتركة للسيد نصر الله مع وفد قيادة حماس، اعتبرت القناة "12" العبرية أن نصر الله، بهذه الصورة، وضع إصبعاً في عين (الإسرائيليين)، موضحةً أنّ "هذه الصورة تساوي أكثر من ألف كلمة، وتشرح قصة الأسبوع الأخير الذي فتحت فيه جبهة من لبنان".

وفي الوقت نفسه، كتب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" طال ليف رام، أنّ التحذير الذي قدّمته المؤسستان الأمنية والعسكرية تحقق، ومفاده وجود إمكانية أن تتكتل معاً كل الساحات المُهددة المختلفة في شهر رمضان. كما أشار إلى أن (الإسرائيليين) شعروا في الأيام الأخيرة، بجرعة صغيرة جداً، من خصائص مواجهة متعددة الساحات.

ويرى الكاتب والمختص بالشأن السياسي علاء الريماوي، أن اللقاء ليس الأول لكن أهمية الصورة تكمن في أنها تأتي بعد الضربة التي قامت بها المقاومة والتصعيد على الحدود السورية.

ويوضح الريماوي في حديثه لـ (الرسالة) أن اللقاء يعكس أننا أمام تشكيل وحدة الساحات التي أطلقها محمد الضيف، ما يعني أن هناك جديدا في التوجهات والتحولات، وأن حالة المعركة آخذة في الاتساع من غزة إلى جنين إلى نابلس وصولا للداخل المحتل والقدس والخارج.

ويبين أن الدلالة الأبرز من اللقاء أنه بمثابة إعلان وحدة وتدشين الساحات وانتقال محورية المقاومة من البعد التأثيري من قاعدة الدعم اللوجستي إلى الاستخدام المباشر للقوة؛ وهو ما يجعل القدرة على الاستمرار والردعية مهمة وانعكاسات ذلك باتت واضحة جدا على كيان الاحتلال.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن اللقاء يعني أن المنطقة دخلت تحت تأثير تجاوب كبير جدا وأن هناك انتقالا من الصراع مع العدو إلى مواجهة قوة الإقليم المتمثلة في محور المقاومة.

ويضيف العقاد في حديثه لـ "الرسالة" أن الصورة تعكس شراكة واتفاقا وتوافقا على برنامج واضح ضد الكيان الصهيوني ومواجهته وما جرى ليس عبثا، وهو بمثابة إعلان وتبنٍ رسمي لما جرى قبل أيام سواء من سوريا أو لبنان ويعكس أن ما يجرى ليس تصرف فصيل منفرد.

 ويوضح أن اللقاء بحث الترتيب والاستعداد لأي مواجهة مقبلة وأن القوى متعاونة فيما بينها، واستمرار جرائم الاحتلال يعني تكرار وتطور ما جرى، من خلال حضور فعلي لقوى المقاومة قد يصل حد غرفة عمليات مشتركة للإقليم.

ويشير إلى أن الحديث يجري عن وحدة ساحات، والمقاومة اليوم استطاعت أن تربط جبهات الوطن كلها في ساحة واحدة بخطوة متقدمة تمثلت في فرض المعركة على الاحتلال الصهيوني في الإقليم وليس قطاع غزة.

 

 

البث المباشر