قال يحيى السنوار رئيس حركة حماس إننا ندرك النوايا المبيتة لـ (إسرائيل) لما بعد رمضان، مؤكدا أن المقاومة في غزة ومحور القدس في المرصاد وسنهب للدفاع عن الأقصى والضفة.
وأضاف السنوار خلال كلمة له في مهرجان إحياء يوم القدس العالمي في غزة تحت عنوان "الضفة درع القدس": "يهدف يوم القدس العالمي إلى أن تبقى القدس حاضرة في ضمير الأمة ووجدان العالم، ولتجديد العهد في كل عام مع القدس والأقصى".
وأكمل: "نقدر عاليا مشاركة الرئيس الإيراني من خلال كلمة له في مهرجان غزة لإحياء يوم القدس العالمي، ونقدر تجديده التزام إيران بدعم المقاومة الفلسطينية".
وتابع: "نقدر عاليا الالتزام الذي أعلنه وجدده السيد حسن نصر الله تجاه فلسطين والمقدسات، ونسجل ذلك بحروف من عز وفخر ونور".
وأكد مشاركة الجماهير الحاشدة في المدن العربية والعالمية والإسلامية في يوم القدس دليل دامغ على أن القدس والأقصى يتربعان في صميم قلوب أمتنا، وأنها القضية الجامعة الموحدة التي يمكن الأمة الالتفاف حولها.
وقال إن السر المكنون وراء الصمود الأسطوري العجيب في الأقصى ومن حوله هم المرابطون والمرابطات قلب الأمة والطائفة المنصورة.
وشدد على أن أهم أهداف السائرين على درب تحرير القدس يجب أن يكون استقرار المنطقة وازدهارها والتئام شعوبها وتآلفهم.
وأكد أن الضرورة توجب على الدول العربية والإسلامية الوحدة والتصالح وإنهاء الخلافات بينها.
وقال: "نرى أن من الضروري المُلح عودة سوريا للجامعة العربية والمسارعة لبناء وترميم ما دمرته الحرب فيها".
وأضاف: "نعتقد أننا كفلسطينيين بقدسنا وأقصانا نمثل المادة اللاصقة التي يمكن أن تجمع شتات الأمة وتوحد صفوفها حول قضيتها الأولى".
وتابع: "لقد وقع علينا ظلم كبير من الكثيرين من المحبين الذين أرادوا منا أن ننحاز لطرف دون آخر فيما وقع من نزاعات داخلية، الأمر الذي كان سيشغلنا عن مسارنا الاستراتيجي في التحضير لمعركتنا الكبرى معركة وعد الآخرة".
وأكد السنوار أن المقاومة في غزة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه إلا بفضل الله ثم بدعم إيران وإسنادها الدائم.
وقال: "نطمئن أمتنا أننا وإخواننا في محور القدس وبعد أن تخلّت غالبية الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية عن واجبها في الدفاع عن القدس والأقصى قد قطعنا شوطا كبيرا على طريق جهوزية محور القدس لتحقيق وعد الآخرة".
وأضاف: "يا أهلنا في القدس نتابع تفاصيل رباطكم ونراقب سلوك قوات الاحتلال ضدكم، وقيادة المقاومة حتما ستؤازركم وتحميكم كما حدث في الأيام السابقة".
وتابع: "يا أهلنا في القدس وفي الداخل وفي الضفة، القدس والأقصى أمانة في أعناقكم، فعلى كل قرية وبلدة ومخيم ومدينة أن ينظموا أنفسهم للمرابطة في الأقصى".
ووجه رسالة لمقاومة الضفة: "يا مقاومي الضفة، المقاومة معكم تراقب فعلكم وجرائم العدو وقيادة المقاومة ومحور القدس لن تبخل عنكم بالغالي والنفيس لتعزيز جهادكم وثورتكم".
وأكد أن يوم القدس ليس مجرد مهرجانات واحتفالات وخطب تلقى، بل بات اليوم بارودا وأنفاقا وصواريخَ وجنودا وكتائبَ وعشاق شهادة يتبايعون على الموت.
واستدرك بقوله: "نفتخر بالمظاهرات والحشود والمشاركات في يوم القدس، ويجب أن تتحول أعوامنا جميعها إلى أيام للقدس نفديها بجهدنا وعرقنا وكل ما نملك".
وشدد على أن العالم كله يرى الحرب الدينية التي يشنها شذاذ الأقصى على القدس والضفة.
وقال: "إذا لم تكن كل اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمعتكفين والمرابطين حربا دينية، فما هي الحرب الدينية؟".
وأضاف أن الحرب الدينية الصهيونية ليست على الإسلام فقط، بل أيضا على المسيحية، فماذا يعني هدم المقابر المسيحية والهجمات على الكنائس، ومنع إخوتنا المسيحيين من الوصول إلى كنائسهم في مدينة القدس.
وتابع: "قبل رمضان تداعت دول لمنع حرب كبرى في فلسطين بسبب الأقصى، وحاولت الإدارة الأمريكية إقناع الاحتلال بضبط خطواته في المسجد الأقصى، لكنه لم يستمع وكرر اقتحام الأقصى، فجاءه الرد على جرائمه".
وأكمل: "ردة فعل مقاومتنا في الضفة وغزة وجنوب لبنان كانت مثل صعقة كهربائية صغيرة، لكنها أوصلت رسالة للاحتلال لم يفهمها من كل الوسطاء".
وفي رسالة للزعماء العرب قال السنوار: "أقول لزعماء العالم الذين يسمون أنفسهم قادة العالم الحر، لقد انكشف كذبكم وزيف ادعاءاتكم ومعاييركم المزدوجة، وسترون ما ستؤول إليه المنطقة إذا استمرت هذه الحرب الدينية".
وأضاف: "أقول لقادة الدول العربية والإسلامية عبارات الاستنكار لم تعد كافية، ولا بد من تغيير استراتيجي في مساراتكم في إنهاء التطبيع وإغلاق السفارات ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني".
وتابع: "رسالتي ليهود العالم، أعلوا أصواتكم برفض سلوك الحكومة الصهيونية وقاطعوها وأجبروها على تغيير مسارها، وإلا فأنتم أول من ستحترقون بنار الحرب الدينية التي يشعلونها".
وختم بقوله: "كفوا عن العبث بالقنبلة النووية المسماة الحرم القدسي والمسجد الأقصى، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".