رصدت شخصيات مقدسية مجموعة شواهد، تشير لتغيّر الصورة في المسجد الأقصى بعد خطاب قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، استكمالا لتغير المشهد بعد معادلة المقاومة في الجبهات المتعددة.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، تعليقا على خطاب قائد المقاومة بغزة يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، خلال كلمة له ألقاها في مهرجان مركزي بغزة، احتفالا بيوم القدس العالمي.
الباحث المقدسي د. جمال عمرو، قال إن قوات الاحتلال اعتدت يوم أمس على شخص من عائلة أبو حمص يعاني من إعاقة في قدمه، وفور وقوعه على الأرض أحاطوا حوله لمنع عملية التصوير.
وقال عمرو لـ"الرسالة نت" إن قوات الاحتلال ارتبكت بشكل غير مسبوق بعد وقوعه، وفورا بدأت معالم الارتباك، ومنع عملية التصوير للحادثة، وبدأت بنقل الرجل وإنهاء الحدث.
ويرصد عمرو، أن ذات الشخص قبل عامين وأثناء أحداث الشيخ جراح، تم الاعتداء عليه وضربه وسحله واعتقاله، أمام كاميرات الإعلام، وتعمد الجنود تصويره آنذاك، ولم يكونوا آبهين بما حدث.
وأكدّ أن هذا التغير في الموقف جاء بعد خطاب السنوار بساعات قليلة، ويأتي في سياق المتغيرات الشاملة التي شهدها الأقصى، على ضوء التطورات الأخيرة.
وأوضح أن الأقصى اليوم في أفضل حالاته مقارنة في الأيام السابقة، وهناك خوف حقيقي نتلمسه من أجهزة أمن الاحتلال من تكرار الصورة التي حذرت قيادة المقاومة من القيام بذلك.
وبيّن عمرو أن سحل المرابطات مثّل معضلة كبيرة للمقدسيين، وأوصلتهم للشعور بالغضب والانفعال في ظل تعدي الاحتلال على أعراضهم بهذه الجريمة دون رادع لهم آنذاك.
وشددّ على أن تحذير المقاومة من تكرار صورة سحل المرابطات، سيكمل مشهد التغيير الحاصل، "وكما لم تتكرر الصورة مع أبو الحمص، فلن تتكرر بالتأكيد مع المرابطات".
وأضاف: "الصورة تغيرت وهذا ما نلمسه واقعا، وهناك تراجع من الاحتلال وضبط لتصرفاته خوفًا من ردة فعل الشارع المقدسي".
لماذا لا يعدم؟!
من جهته، قال الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إنّ واقع الأقصى فعلا تغيّر، وهناك خوف (إسرائيلي) حقيقي من تكرار الصورة التي تحدثت عنها قيادة المقاومة.
وأضاف أبو دياب لـ"الرسالة نت"، أن الإعلام العبري، يسأل بحرقة هل هناك فيتو على إعدام "السنوار"، في إشارة لتنامي حالة القهر الداخلي لدى الكيان من تحدي الرجل وجرأته في مواجهة الاحتلال.
وأوضح أنّ مجموعات عوامل أخرى دفعت لضبط سلوك الاحتلال، أهمها عامل توحيد الجبهات، خاصة وأن الاحتلال يستند استراتيجيا لفكرة عمل فتن بين الجبهات، وليس توحيدها.
وذكر أن الوضع المتأزم داخل الكيان فرض نفسه، كما أن الرأي العام اصبح أكثر اختراقا؛ لصالح القضية الفلسطينية.
أكبر من تحذير!
نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس ورئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات، أكدّ بدوره، أن الخطاب الصادر عن قيادة المقاومة يمثل "خطوة تجاه مشروع تحريري للأقصى، ودعم وإسناد للمقدسيين والمعتكفين والمرابطين".
وعدّ بكيرات في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" هذه التصريحات بأنها خطوة من أجل "جعل الأقصى فتيلا لإنهاء الاحتلال"، مؤكدًا أنها تؤخذ بجدية من جانب الاحتلال، ويحسب لها ألف حساب، ولها مردودها على مدينة القدس، وتمنح السند والدعم الحقيقي للمسجد الأقصى.
وأضاف بكيرات: "قضية الأقصى هي قضية يعلم اليهود انها حساسة عالميا، وأي تصريح من الساحات، تؤخذ بعين الجدّية".
وتابع: " أي تصريح من جهات مسؤولة وذات قيمة، خاصة عندما تصدر عن مقاومة إذا قالت فعلت، فإنها تؤخذ بعين الجد وتدرس من الاحتلال ومن يخطط له ويتعاون معه".
وأكدّ أن مردود هذه التصريحات أكبر من كونها رسائل تحذيرية للاحتلال، فهي تمنح المرابطين أمانًا بأن لهم سند، وهذا يقوي من عزائمهم، ويمنحهم أمل أن الصراع سينتهي لصالح قضيتهم.
وكان القائد السنوار أكد أن محور القدس يعلن جهوزيته للدفاع عن القدس والأقصى، وذلك بعدما تخلت غالبية الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية عن واجبها في الدفاع عن القدس والأقصى.
وقال السنوار "نطمئن أمتنا بأننا قد قطعنا شوطا كبيرا على طريق جهوزية محور القدس لتحقيق وعد الآخرة".
وأوضح أنّ "شوطاً كبيراً قُطع في مسيرة بناء محور القدس، وهو قريب"، مشدداً على أنّ "يوم القدس بات باروداً وأنفاقاً وصواريخ ومجاهدين يتداعون إلى الموت في كل ميدان وساح".
ووجه السنوار رسالة إلى أهالي القدس، مؤكداً أن قيادة المقاومة ومحور القدس ستؤازرهم وتحميهم، وهي تتابع تفاصيل رباطهم وتراقب سلوك قوات الاحتلال ضدهم كما حدث في الأيام السابقة.
وشدد "على أهمية الرباط في الأقصى، داعياً كل الأهالي في الداخل المحتل والضفة والقرى والبلدات والمخيمات والمدن إلى الانضمام للمرابطة في الأقصى.
وحذّر السنوار من أنّ أيّ أذىً يُصيب المرابطات في الأقصى "سيؤدي إلى سيل دماء كثير"، مؤكّداً أنّ "(إسرائيل) لم تفهم من تحذيرات الخارج، بل فهمت من رد فعل المقاومة، الدرس، وذهبت إلى تبريد الجبهة".
وتابع: "ندرك النيّات المبيتة لـ(إسرائيل)، ونؤكد أنّنا ومقاومتنا في غزة ومحور القدس في المرصاد، وسنهبّ للدفاع عن الأقصى والضفة".