خرج يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة بخطاب يحمل الكثير من الرسائل للاحتلال (الإسرائيلي)، لاسيما بعد سلسلة من الأحداث والتطورات التي تجري في الضفة والقدس المحتلتين، محذرا من المساس بالمسجد الأقصى حين قال "كفوا عن العبث بالقنبلة النووية، المسماة الحرم القدسي والمسجد الأقصى".
وكما جرت العادة، فإن السنوار تحدث بدرجة عالية من الثقة لأسباب كثيرة، منها التحرك على مستوى الضفة الغربية التي برزت على خارطة العمل الوطني، المعتمد على المقاومة المسلحة التي تدعو لها حماس، ونجحت في توجيه شباب الضفة إليه من جديد.
جملة من العوامل دفعت السنوار للتحدث بثقة عالية، منها ما يجري في (إسرائيل) من مظاهرات تنذر بمزيد من الانقسام الداخلي فيها مع تراجع على المستوى الاقتصادي، والوحدة الإقليمية في لبنان ممثلا بحزب الله، وسوريا والعراق واليمن، وجميع الأنظار مصوبة نحو القدس.
وجاءت كلمة السنوار خلال مهرجان نظمته اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. وتضم اللجنة فصائل فلسطينية عدة.
*خطاب شامل
يقول إياد القرا المحلل السياسي إن خطاب السنوار يحمل الكثير من الرسائل المتعلقة بالمسجد الأقصى خاصة في يوم القدس العالمي، بالإضافة إلى أنه جاء في وقت توحد فيها الخطاب بين سوريا ولبنان وغالبية الدول التي كانت تعقد مهرجانات داعمة للأقصى.
وأشار القرا خلال حديثه مع (الرسالة) إلى أن خطاب السنوار ركز على المواجهة في ظل الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى.
أما فيما يتعلق بالضفة المحتلة، ذكر أن الخطاب كان ثوريا، حيث الوعيد بالرد عند أي اعتداء جديد، وهذا ليس موقفا، بل فعل فيه الكثير من التحدي لـ (إسرائيل).
وخلال كلمة السنوار، قال "ردة فعل مقاومتنا في الضفة، وغزة، وجنوب لبنان، كانت مثل صعقة كهربية صغيرة، لكنها أوصلت رسالة للاحتلال"، وهنا يعقب القرا بأن خطاب السنوار كان وطنيا شاملا، وفيه تبنٍ للعمليات في الضفة.
في ذات السياق، ذكر المحلل السياسي تيسير محيسن أن توقيت خطاب السنوار لا تكمن أهميته فقط بالتزامن مع اليوم العالمي للقدس، بل مع الأحداث الجارية في الأقصى والتغول على المعتكفين والاعتداءات المتكررة والإعاقات التي يمارسها جنود الاحتلال ضد المصلين، خاصة في ظل مساعي حكومة نتنياهو التي تقوم وفق أيدلوجية التطرف والنظرة (الإسرائيلية) للحرم القدسي أنه جزء يتبع الاحتلال.
ويرى محيسن أنه كان لابد في ظل هذه الأجواء ومع ما ذهب إليه محور المقاومة، إرسال رسائل عبر رشقات صواريخ في لبنان وسوريا وغزة لرفض هذا السلوك، مشيرا إلى أن خطاب السنوار جاء مليئا بالمعاني الدقيقة وربط حالة الأمة بالأقصى وما يجري من اعتداءات، وهذا يدلل على وجود خطوات جوهرية أخرى تتعلق في محور المقاومة تجاه العدو.
وأشار خلال حديثه (للرسالة نت) أن القدس عنوان المرحلة كونها محل إجماع ومحطة لمن يملك أي قناعة بأن يكون جزءا من التحالف للتصدي لأي تغيير جوهري في واقع الحال الذي يعيشه الأقصى.
وأكد محيسن أن السنوار عبر خطابه استطاع وضع النقاط على الحروف، حين شدد على أن المقاومة الفلسطينية في السنوات الماضية استطاعت إحداث نهضة في الوعي والثقافة والتشبيك في إنتاج وحدة موقف على أرض الواقع تجاه الاحتلال وما يجري للأقصى.
ولفت إلى أن السنوار أبرز دور الضفة حين أكد أنها درع القدس، وأي عمل إجرامي فيها سيدفع الاحتلال ثمن وجوده في المنطقة، مشيرا إلى أن الحالة العسكرية المتنامية في الضفة دليل على وجود فعل خارجي داعم ومساند لإنتاج حالة عسكرية قوية تستطيع تدفيع الاحتلال أثمانا باهظة.