قائد الطوفان قائد الطوفان

عانى ظلم السلطة وملاحقاتها

الشهيد أبو دراع: لي بلاطة في الأقصى لن أتنازل عنها

الشهيد أبو دراع
الشهيد أبو دراع

الرسالة نت- رشا فرحات

لا زالت نابلس تقف على خط النار منذ العام الماضي، أسودها يخرجون كل ليلة من عرينهم يزأرون في وجه الاحتلال معلنين بداية يوم جديد، رغم ما طالهم في المخيم من مجازر، كان جلها في فبراير حينما اغتال الجنود أحد عشر مناضلا من المدينة.

ولا زالت نابلس ترفع شهداء نحو السماء، وصل العدد حتى اللحظة إلى عشرين شهيدا منذ بداية العام في نابلس وحدها، من أصل مائة شهيد في مناطق مختلفة من الضفة الغربية والقدس آخرهم كان محمد أبو دراع.

قبل يومين وحسب مصادر إعلامية من الضفة الغربية وفي الثالثة فجرا مرت مركبة فلسطينية على متنها ثلاثة من عناصر كتيبة بلاطة، وصلوا إلى شرق مدينة نابلس كانوا يسيرون باتجاه نقطة عسكرية بجانب مستوطنة (الون موريه) شمال الضفة.

لقد كان كمينا مسبقا على الحاجز، لكن شباب بلاطة لا يفرون ولا يلتزمون الصمت، فرد ثلاثتهم الرصاصة بالرصاصة، ولكن الجنود كانوا موزعين بين الأشجار والأحراش، فتمكنوا من الثلاثة، ثم استشهد اثنان منهم لاحقا، تصفية متعمدة اعترف بها بيان لجيش الاحتلال.

الشهيد محمد أبو دراع، "البوب" كما يحلو لرفاق نابلس مناداته كان متصدرا للمشهد، هو أسير، وأحد عناصر كتائب شهداء الأقصى التي نعته في بيان رسمي.

البطل له سيرة طويلة، قصص تحفظها بلاطات المخيم، بدأ من دمعة الأم التي لم تتوقف وهي تعيد الكلمة عشر مرات" حنون، حنون، حنون " ثم جريح وأسير جريح معزول ومحروم من زيارة امه وهو ابن ستة عشر عاما، ثم شهيد.

وختمت قولها: "وقد استغنى عنه التنظيم الذي ينتمي إليه، مصاب بالوريد في فخذه الأيسر، ولكنه كان يقول:" أنا لي بلاطة في الأقصى، لن أتنازل عنها".

تصف الأم مشاعر الفقد ولحظة وصول خبر استشهاد ابنها:" قال لي عمه وهو يزف الخبر:" قومي ابنك بطل، عمره في حياته ما أعطاهم ظهره، كان دايما ماشي بوجهه، لا بخاف ولا بتراجع"

ولكنه حورب من التنظيم الذي خدم فيه جل سنوات شبابه، دخل المعتقل وهو ابن فتح، وابن كتائب شهداء الأقصى، وخرج مع صفقة شاليط، وكل ذلك لم يكن شفيعا لينصف البطل.

تقول أمه:" ست سنين والسلطة تقطع راتب ابني، ابن العائلة المناضلة، ابن الشهيد وحفيد الشهيد" الشهادة والبطولة أصبحت سببا لتحارب السلطة أصحابها في أرزقاهم، وليست سببا ليستقيم العدل في حياتهم، بل هي سبب آخر لاعتقال السلطة لأبو دراع  بين الحين والآخر، وقد أمضى في سجن أريحا 16 شهرًا، على خلفية الأحداث التي شهدها مخيم بلاطة ضد السلطة في ذلك الحين، ودون أي تهمة واضحة أو محاكمة عادلة.

صادر الاحتلال جثة محمد ورفيقه، قبل أن تصل سيارات الإسعاف إلى المكان، بينما تمكن رفيقهم الثالث من الفرار، لم تعد جثة أبو دراع، وتحول بيت العزاء إلى بكاء الانتظار، بكاء حسرة الموت دون وداع أو دفن كما يحدث في كل قصص الشهداء اللذين تغتالهم ( إسرائيل) على الحواجز، فيضاف اسمهم كرقم جديد في قائمة المحتجزة جثامينهم .

البث المباشر