قائمة الموقع

مقال: الحرب الدينية على المقدسات وللقدس كلمة الفصل الحاســـمة

2023-04-24T19:58:00+03:00
بقلم: هلال نصار

يحاول الاحتلال الصهيوني ساعياً لإثبات وجوده وحقه الزائف في الأراضي الفلسطينية في ظل الصراع المستمر لأكثر من 7عقود زمنية، بهدف السيطرة على مرافق المسجد الأقصى والسيادة على القدس الشريف واقامة الهيكل المزعوم، ومن هذا المنطلق يواصل تنفيذ مخططاته الصهيونية المُسعرة واستباحة وتهويد وتدنيس المقدسات واقتحام المساجد المقدسة والكنائس ومقابر الأنبياء وطرد ومنع المصلين والمعتكفين المسلمين والمرابطين الفلسطينيين ومنع دخول الكنائس المسيحية في سبت النور قبل أيام الذين من حقهم بالتواجد لآداء مناسك العبادة فيها، بينما يسمح للمستوطنين بالاقتحام المتواصل وبأعداد كبيرة وبحراسة أمنية وشرطية مشددة، هذه الاقتحامات لم تتوقف بل زادت وتيرتها منذ السنوات الأخيرة في محاولة المحتل فرض واقع التقسيم الزماني والمكاني بل واثباتهم حق لليهود كالمسلمين في القدس والمسجد الأقصى والمسجد الابراهيمي والمقدسات الإسلامية، والاحداث الجارية للسيطرة على باب الرحمة وباب التوبة، هذه الاستباحة الصهيونية أصبحت واقع مؤلم غير مبرر وغير مقبول به، لذا مقدساتنا حقنا وهي لنا واليهود ليس لهم حق فيها فلن تبقى ولا تذر ولم تطيل بإذن الله، فهناك من يرتقب سلوك العدو رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع، بل يعدون العدة بما استطاعوا من قوة، *القدس تأبى إلا أن تضع بصمتها وتقول كلمتها بأفعال نجومها وأبطالها أن باب الرحمة للمسلمين والفلسطينين فقط وليس لكم يا بني يهود بالقدس حقاً في مقدساتنا وإلا ستكون حياتكم جحيماً مسعرة بالخوف والذعر والقهر من أمثال #عدي التميمي، و#خيري علقم، و#حاتم نجمة.*

لماذا الحرب الدينية الصهيونية مُسعرة على المقدسات؟

منظمة "بيدينو" الصهيونية ومنظمة الهيكل المزعوم تعلنان عن سلسلة اقتحامات جديدة لباحات المسجد الأقصى المبارك من الاثنين حتى الأربعاء المقبلين عقب أيام عيد الفطر المبارك لإشعال الحرب الدينية بدعوى عيد استقلالهم وقيام كيانهم الزائل، بينما حاول العدو الصهيوني بعملية خراب وتدمير كبير في مصلى باب الرحمة في محاولة لإغلاقه بعد إعادة فتحه بثورة فبراير/شباط2019، فيما سعى لتحويل المصلى المرواني داخل المسجد الأقصى لكنيس يهودي في ثاني أيام عيد الفطر بمحاولة منه للسيطرة وفرض السيادة على مرافق الأقصى والمقدسات وهذا انتهاك صهيوني ممنهج امعانا في الانتهاكات المستمرة لأهداف صهيونية مبيته لمواصلة الحرب الدينية على المقدسات الإسلامية، والمصليات في الأقصى ليست أقل قيمة إسلامية وشرعية بل هي ذات اهتمام واسع لدي النساء المرابطات والمعتكفات خط الدفاع الأول والسند الأمين، فتلك المصليات باب الرحمة والمرواني إذا حُفظن حُفظ الأقصى واذا أُهملن أهُمل الأقصى وبات التقسيم مشرعاً وأصبح مخطط الصهاينة واقعاً وهذا لن يحدث ما دام للبيت رب يحميه ورجال يترقبوه ونساء يعتكفن فيه.

عيون العدو تترصد قادة محور المقاومة وتهدد باستئناف ملف الاغتيالات حسب زعمهم، حيث هناك مصادر صهيونية ترصد الشيخ/ صالح العاروري (ضيف الخارج)، ووصفه الاعلام العبري بمهندس المحور الإقليمي والاستراتيجي للمقاومة ورجل الاتصال بين ايران وحماس والصداع المزمن للاحتلال، حيث خاطب المحتل "سنأتيكم من حيث لم تحتسبوا" ويعتبره الكثير من الشخصيات السياسية والأمنية والاستخبارية في الكيان بأنه المطلوب رقم (1) وهو نموذج مصغر لقاسم سليماني، بعد حادثة الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان واطلاق صواريخ من جنوب لبنان على الأراضي المحتلة، وقد يرسل العدو بين الحين والآخر رسائل تهديد ووعيد منها قد يكون للخروج من مأزق سياسي داخلي أو نتائج الضغط من مهددات الأمن القومي والعمليات الفدائية الأمر الذي يجعله في حيرة من أمره لاستعادة الردع للجيش الذي لا يقهر وتم إذلاله في حدود غلاف غزة واسقاط حكوماته واعتزال كبار المسؤولين العمل السياسي.

كيف يكون رد المقاومة في حال أقدم العدو على أي حماقة؟

لا بد من أن المقاومة تتابع الأحداث الجارية عن كثب وترصد سلوك العدو جيداً، وليس كل فعل يحتاج لرد مباشر، وانما كلما طال الرد كلما اربكت حساباته وأوقفته ينتظرك، وعودته لتلك السياسة سيدفع ثمنها باهظاً وتهديده يهدف لترميم صورته الانهزامية نتيجة فقدانه حالة الردع وتراجع تأييد حكومته الفاشية وارتفاع نسب الانتحار لدى عناصر جيشه، وانما أعتقد أن محور المقاومة لن يستنزف مقدراته في طبيعة رد على حدث ما، بل يدرس تنفيذ سلسلة من الردود التي تجعل المحتل لا يرفع رأسه بتاتاً إلا بخروجه من أراضينا ومقدساتنا مطأطأ راسه مذلولاً أمام رجال فلسطين، فأي عملية اغتيال سيعقبها رد مؤكداً ولكنني أتوقع التأخير ليكن رداً استراتيجيا موجعاً ولم أضع سيناريو محتملاً حتى لا نستبق الزمن ولكننا نثق جيدا بقيادة أركان المقاومة في قطاع غزة والجبهات الأخرى أنها أعدت ما يسر شعبنا ويشفي صدور قوم مؤمنين.

وهنا نضع أبرز السيناريوهات للأحداث المتوقعة خلال الأيام المرتقبة:

انتفاضة السجون وخوض الأسرى خلف القضبان معركتهم في حال ارتقاء الأسير خضر عدنان شهيداً عقب اضرابه المستمر عن الطعام لقرابة مائة يوم، بمساندة شعبية يعقبها نقاط اشتباك مع الاحتلال في قلب القدس وكافة الأراضي الفلسطينية.

عملية اطباق أمنية على مناطق الضفة الغربية كالسور الواقي من خلال تنفيذ نتائج لقاءات العقبة وشرم الشيخ مؤخراً والتي يسعى الاحتلال منهما وأد العمل المقاوم وكبح جماح الخلايا العسكرية وتصفيتها والقضاء على ظاهرة العنف في جنين ونابلس حسب زعمهم، ومن الملاحظ بأن توصيات اللقاءات المشتركة أجمعت على تصفية المقاومين وكشف وتحييد عملياتهم قبل وقوعها أو تنفيذها.

تهديدات العدو بعودة ملف الاغتيالات لم يُحضر أمراً جديداً وانما ايماننا وعقيدتنا تزيدنا ثباتا بأن شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار، والقيادة والاجيال تتسابق لرسم صورة النصر والتحرير، ولكن تلك التهديدات سترمي غبار العبث والزوال على رأس الحكومة الفاشية ومجتمعهم المتطرف المغتصب في حال قدمت على اغتيال شخصيات بارزة في محور المقاومة ومن الواضح بأن العدو يعلم مدى حقيقة عبثه لكن لم أعتقد توقعه بطبيعة ومدى تحمله رد الفعل. 

المظاهرات الداخلية والاحتجاجات المعارضة لقرارات الحكومة تشكل مأزق سياسي خطير ولم يستطع العدو السيطرة على مجتمعه في المقابل لم يسمح نتانياهو بسقوط الحكومة الحالية كونها حسب اعتقادي الحكومة الصهيونية الأخيرة والنعش النهائي لاحتلال أراضينا، بينما يخشى الاحتلال من ردود الفعل في حال تنفيذ أي قرار يؤدي للحرب.

اخبار ذات صلة