قائد الطوفان قائد الطوفان

باب الرحمة.. كنز استراتيجي يستهدفه الاحتلال من جديد

الرسالة نت-رشا فرحات

عاد مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك إلى الواجهة من جديد، بعد أن أقدمت الشرطة (الإسرائيلية) على اقتحامه منذ اليوم الأول للعيد وحتى اللحظة.

وعاث الجنود بالمصلى خرابا، حيث قطعوا التمديدات الكهربائية داخله، وألقوا عددًا من المصاحف أرضًا.

وبعد أن نجح المقدسيون في فتح المصلى بالقوة عام 2019م عاد الاحتلال ليمنعهم من التواجد داخله وفي محيطه، كما منع حراس المسجد من الوصول إليه، في ظل قرار بمنع ترميم المكان.

ومساء الأمس أقدم الجنود للسنة الثالثة على التوالي؛ على قطع الأسلاك الموصلة إلى سماعات المآذن على السور الغربي للمسجد لتمنع بذلك أذان صلاة العشاء.

وقال الباحث المختص بدراسات الأقصى زياد ابحيص إن هذا الاقتحام جاء متزامنا مع الاحتفال بذكرى جنود الاحتلال الهالكين في الحروب والمواجهات المتتالية فيما يعرف صهيونياً بـ "يوم الذكرى" الذي سبق وتزامن في ٢٠٢١ مع اليوم الأول من رمضان حيث قطعت أسلاك المآذن وكسرت عدة أبواب داخلية للمآذن وغرفة الصوتيات.

وأضاف: "وجاء في ٢٠٢٢ في رابع أيام شوال وفيه منع موظفو الأوقاف من بث الأذان على السماعات الخارجية وسماعات الساحات وحصرته بالجامع القبلي فقط.

ولفت ابحيص إلى أن هناك مؤشرات كثيرة توضح سبب استهداف الجزء الشرقي من ساحة المسجد الأقصى الممتد من باب الرحمة شمالا إلى مدخل المصلى المرواني جنوبا (منطقة باب الرحمة)، ومنها التركيز عليها كمساحة أساسية لنشاط المقتحمين وأداء شعائرهم.

وبين أن هناك خططا تشير صراحة إلى اقتطاع المساحة الموازية لباب الرحمة كصالة دائمة لليهود، عدا عن استهداف مقبرة الرحمة التي تلاصق باب الرحمة من خارج الأقصى ومحاولة السيطرة على أجزاء منها.

وذكر ابحيص أن الاحتلال يسعى كذلك لإغلاق قاعة الرحمة المسقوفة قبالة باب الرحمة وتثبيت نقطة شرطة جديدة فوق الباب.

وبدوره يفسر الباحث المقدسي موسى عكاري في مكالمة مع (الرسالة) الأسباب التي تجعل باب الرحمة مستهدفا أكثر من غيره من الأبواب قائلا: "بدأ استهداف باب الرحمة منذ إغلاق البوابات بالجنازير والأصفاد عام 2019م لموقعه الاستراتيجي".

وأضاف: "هو عبارة عن منطقة مسقوفة فيها مصليات وبجانبها مكاتب ومدارس، كما أنها بوابة من الأسوار من البلدة القديمة وفي نفس الوقت بوابة للأقصى، لذلك يطمح الاحتلال بالسيطرة عليها لأنه يريد أن يكون له مدخل أسرع من باب المغاربة.

وذكر عكاري أن المستوطنين حتى الآن يخرجون من باب المغاربة ويذهبون الى باب الرحمة ويقومون بما يسمى السجود الملحمي، وفي العام الماضي حينما حاولوا تقديم القرابين في عيد الفصح، عجزوا عن دخول باب الرحمة.

وأوضح أن الباب في حال كان مفتوحا من السور القديم فإن دخول المستوطنين إلى الأقصى سيكون أسهل، لذلك فهذه المنطقة استراتيجية جدا بالنسبة لهم.

دخول الاحتلال لهذه المنطقة وتدنيسها (بالبساطير) وتكسير مقتنياتها، يدل على أنه لازال مستمرا في مشروعه ولا زالا مصرا على تبديل الوقائع، وهذا يدل على أن المعركة باتت على بوابات المسجد الأقصى، وباب المغاربة وباب الأسباط والبوابات الإلكترونية، والآن تتجدد المعركة على باب الرحمة.

البث المباشر