في غرفة صغيرة لا تتجاوز 15 متراً مربعاً، في باحة منزلها الذي ورثته عن والديها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، تعيش الحاجة فاطمة سالم وقد تجاوزت ال75 عاماً.
قبل يومين، أمهلت سلطات الاحتلال، عائلة الحاجة فاطمة سالم أسبوعاً، لهدم منزلها في حي الشيخ جراح، حيث تزعم جمعيات استيطانية ملكيتها للعقارات والمنزل والأراضي التي تتواجد فيها عائلة سالم منذ أكثر من 7 عقود.
وأكدت الحاجة سالم أنها لن تهدم منزلها بيدها، ولن تخرج منه لأنه مبني على أرضها التي عاش فيها والدها وأمها.
وأوضحت أن الاحتلال يهدد بهدم المزيد من البيت الذي يأويهم منذ نحو 80 عاماً، وصولا لهدمه بالكامل.
وأضافت سالم، أن كل ذكرياتها وحياتها واجتماع أبنائها وأطفالهم في هذه الغرفة الصغيرة.
وقالت إن الاحتلال يمارس سياسية الهدم التهجير في القدس، وبات المستوطنون يحاصرون المقدسيين وخاصة في الشيخ جراح من كل مكان.
باقون في القدس
وإلى جانب الحاجة فاطمة، يعيش أولادها مع أطفالهم الستة، يتهددهم جميعاً خطر الإخلاء والتهجير لصالح المستوطنين، بدعوى أنها أملاك يهودية قبل عام 1948.
وأكد إبراهيم سالم نجل الحاجة فاطمة، أن الاحتلال وبلديته في القدس وبالتعاون مع الوزير المتطرف "بن غفير" أعطوا الضوء الأخضر للمستوطنين للتضييق على المقدسيين وتنغيص حياتهم.
وأصاف أن الاحتلال كثف من اخطارات الهدم والاخلاء للمنازل في القدس، مؤكداً أنهم لن يخرجوا من أرضهم وإن هدمت منازلهم سيعيدون بنائها.
يذكر أن سلطات الاحتلال أخطرت في آذار/مارس 2023، بإخلاء منزل الحاجة فاطمة سالم في حي الشيخ جراح، المؤلف من غرفة ومنافعها فقط.
وقبل عام، استولى المستوطنون بقوة السلاح، على قطعة أرض للحاجة سالم مقابل منزل العائلة.
تواجه هذه الأسرة، التي تضم ستة أطفال والوالدة المسنّة فاطمة سالم – وجميعهم لاجئون فلسطينيون – الإخلاء من منزلهم الذي يسكنون فيه منذ 70 عامًا.
وتتعرض عائلة سالم نفسها وسكان حي الشيخ جراح، للهجمات من المستوطنين وقوات الاحتلال، مما أدى إلى وقوع إصابات والتسبب بأضرار في الممتلكات.
وحسب الأمم المتحدة فإن عائلة سالم هي إحدى الأسر بين 218 أسرة فلسطينية تضم 970 فردا، ومن ضمنهم 424 طفلًا، في أحياء شرقي القدس، بما فيها حيّا الشيخ جراح وسلوان، يواجهون خطر الإخلاء القسري على يد سلطات الاحتلال خلال الفترة الحالية.