قائد الطوفان قائد الطوفان

أجهزة عباس تمد يدها للإسرائيليين وعصاها على الفلسطينيين

غزة – رامي خريس

          تمادت السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية في قمع المقاومة فصائلها وعناصرها وقياداتها ، بل وامتدت لتطول إجراءاتها أغلب المواطنين لاسيما الذين لا يتعاطون معها أو يسيرون في ركبها ، ووصلت أفعال السلطة في الضفة حدوداً لا تطاق ، ولم يتركوا صغيراً ولا كبيراً ولا امرأة من ملاحقة أو اعتقال كان آخرها الإقدام على اعتقال زوجة النائب الأسير علي رومانين وتفتيشها واعتقال الشيخ شريف طحاينة احد قادة حركة الجهاد الإسلامي عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال وقضائه أربع سنوات في الاعتقال.

 ومع أن السلطة أعلنت تنديدها بالإجراءات الإسرائيلية في القدس ومحاولات اقتحام المسجد الأقصى إلا أنها منعت أي مظاهرات أو مسيرات احتجاجية في مدن الضفة التي تتعرض للقمع الإسرائيلي كذلك.

مغامرة

ويبدو أن السلوك الأمني لسلطة عباس في الضفة الغربية أوقعها بحسب المراقبين في مغامرة السعي لاجتثاث وضرب البنى التحتية لحماس التي تمثل الأغلبية البرلمانية.

وتشير أوساط فلسطينية في الضفة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط برغبة فتح بإضعاف حماس وإنما يتجاوز هذا الأمر ، فالحديث يدور عن تنفيذ تعليمات أمنية عالية المستوى ، ويتعلق غالباً بالخطة الأمنية التي يشرف عليها الجنرال الأمريكي كيث دايتون الذي تطور إلى تنسيقاً مباشراً بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وأجهزة عباس ، وهو ما أثنى عليه الإسرائيليون علانية ، وكان قادة أمنيون وعسكريون إسرائيليون قد أبدوا صراحةً إعجابهم بالتنسيق الأمني المباشر بين الطرفين، وقال أحدهم :"إننا نخوض معركة حقيقية ضد تنظيم حركة حماس المدني والاجتماعي، ونعمل حاليا بكل طاقتنا وبقوة ضد كل مؤسسات حماس".

بدون خجل

ولا يبدو أن هناك من يحاول إخفاء هذا التنسيق بل إن الأمور بينهم تسير في جو أقرب إلى العلن فبات المسؤولون الأمنيون التابعون لعباس لا يخجلون من مرافقة ضباط إسرائيليين في جولات أمنية في المدن الفلسطينية ، وتصريحات أخرى تباهوا فيها بالتنسيق مع الإسرائيليين في مواجهة فصائل المقاومة ، وكان قائد امن عباس في الضفة قال للضباط الإسرائيليين "ليس هناك خصام بيننا، لدينا عدو مشترك: حركة حماس".

وإذا كانوا يتحدثون بصراحة عن حماس كونها رأس حربة المقاومة فإن الهدف النهائي فصائل المقاومة كافة ، فلم يستثنوا عناصر حركة الجهاد التي يشنون ضدها حملات قاسية من حين لآخر.

وإذا استطاعت هذه الأجهزة العمل خلال الفترة الماضية بدون مواجهة أي إشكاليات تذكر ولاحقت واعتقلت بصمت ، فمن غير المتوقع أن يستمر الحال على ما هو عليه ، حيث تشير تقديرات المراقبين إلى أن حالة من الغليان تسود أوساط المواطنين في الضفة الغربية لاسيما أولئك المؤيدين لبرنامج المقاومة ، والذين يشاهدون على شاشات الفضائيات كيف يحاول الإسرائيليون توجيه الاهانة لرموزهم الإسلامية والوطنية عبر المحاولات المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى وحملات التهويد في القدس والتي تسير جنباً إلى جنب مع حملة الاستيطان المسعورة وغير المسبوقة في الضفة الغربية. 

البث المباشر