تزداد المخاوف (الإسرائيلية) من امتلاك النظام السوري أسلحة متطورة مضادة للطائرات، قد تؤثر على عملياتها المتواصلة داخل الأراضي السورية.
ودأبت سوريا على الإعلان عن امتلاكها أسلحة مضادة للطائرات، قادرة على اعتراض الطائرات (الإسرائيلية) التي تنفذ غارات تحت ذريعة منع نقل الأسلحة من إيران إلى لبنان، رغم أن تقديرات (إسرائيلية) تؤكد أن هذه القدرات غير موجودة بعد.
نوعام أمير المراسل العسكري لصحيفة مكور ريشون، ذكر أن "أحد الطقوس المعتادة في الشهور الأخيرة أن الهجمات (الإسرائيلية) في سوريا اعتبرت أول نذير لمنظومات الدفاع الجوي التي يزعم السوريون أنها مفعلة لصدّ هذه الهجمات، مع أنه من الناحية العملية فإنها أنظمة دفاعية ذات فجوة تكنولوجية، وتتطلب طائرة بدون كهرباء وبدون رادار وبدون طيار لضربها، مما يفسح المجال للاستهزاء بها، والسخرية منها، لكن هذا استهزاء سابق لأوانه".
وأضاف في تقرير "منذ شباط/ فبراير 2018، عندما قرر الإيرانيون تغيير المعادلة مع (إسرائيل)، وإطلاق طائرة انتحارية باتجاهها، بدا واضحا أن الوضع مختلف تمامًا، و(إسرائيل) تعمل في سوريا مع إدراك أن هناك قدرة لديها، حتى لو كانت على بعد سنوات ضوئية من قدرتها العسكرية، مما يؤكد أن سوريا لديها أدوات قتالية، شئنا أم أبينا، لكن التعامل مع هذه القدرة يستدعي أن يأخذ سلاح الجو كل تهديد بأنه حقيقي"، مشددا على أن الوثائق الأخيرة كشفت أن الهجمات (الإسرائيلية) استهدفت المنطقة التي يعمل منها الجيش السوري لتفعيل أنظمة دفاع جوي.
وأوضح أن "أصداء الانفجارات بدت كالنار الهائلة التي اشتعلت في وقت متأخر من الليل، ولا تترك مجالاً للشك أن المكان الذي تم قصفه كان مليئا بصواريخ أرض- جو كبيرة، وبكميات كبيرة جدا، مما يؤكد أن إيران لا تقوم فقط بنقل الأسلحة الهجومية عبر سوريا إلى حزب الله، بل إنها تزود الأسد بقدرات دفاعية، رغم إعلان (إسرائيل) أنها لن تسمح له بالحصول على أنظمة دفاعية كبيرة، مع أنه في الماضي حصلت محاولة روسية لتسليح سوريا بأنظمة إس300 وإس400 المتقدمة".
وأشار إلى أن "(إسرائيل) تمكنت دبلوماسيًا من منع حدوث ذلك في النهاية، ولم يسلم بوتين الشحنة للأسد، وسحب الأنظمة لاحقًا لصالح الحرب ضد أوكرانيا، لكن الأيام الأخيرة شهدت هجوما (إسرائيليا) مزدوجا، أولهما في منطقة مطار الضبعة جنوب غرب حمص حيث يتم شحن منظومات الأسلحة والذخائر الإيرانية عبر الخط الجوي، ثم نقل البضائع إلى لبنان عبر الطريق البري، وثانيهما قاعدة الدفاع الجوي قرب بلدة الوزير السورية، وهي منطقة جغرافية تمر عبرها طرق التهريب البري الإيراني من سوريا إلى لبنان".
وتأتي هذه التحذيرات (الإسرائيلية) من امتلاك سوريا لمضادات جوية متقدمة بالتزامن مع تواصل الغارات الجوية عليها على نحو لافت، وكشفها عما أسمته المزيد من أوجه التعاون الاستراتيجي بين القوى المعادية لها في الجارة الشمالية، ما يستدعي تنفيذ المزيد من سلسلة الهجمات غير العادية، وتكشف هجمات الأيام الأخيرة أن الأول جاء بمنطقة دمشق، والثاني في ريف جنوب غربها، والثالث بمطار الضبعة بحمص، استهدف الأول أهدافا عسكرية تخدم التشكيل الإيراني في سوريا، والهجومان الآخران استهدفا إلحاق الضرر بالبنية التحتية المشتركة بين الحرس الثوري وحزب الله.
عربي21