مرت في اليوم العاشر من مايو الذكرى الثانية لمعركة (سيف القدس) التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بقيادة كتائب القسام، بعد (التحذير الأخير) الذي وجهه قائد أركان المقاومة محمد الضيف.
ومثّلت المعركة ومبادرة القسام بقصف مدينة القدس، صاعقة في الأوساط (الإسرائيلية)، والتي زادت حدتها مع تحرك الداخل المحتل والضفة والقدس والشتات معا، وهو ما دفع سلطات الاحتلال لإنهاء المعركة بشكل عاجل.
معركة تاريخية
بدوره، أكد المختص في الشأن السياسي، عبد الله العقاد، أن معركة سيف القدس تعتبر علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
وقال العقاد في حديث لـ (الرسالة نت): "تأتي معركة سيف القدس، كإدراك بأن هناك حقائق تجمع الشعب الفلسطيني وتوحده ولا بد من العمل عليها.
وشدد على أن هذه المعركة كانت بمثابة مسمار جديد في نعش الكيان، والذي بات يدرك أهمية المعركة في صالح المقاومة الفلسطينية.
وأضاف: "قطاع غزة الذي قاد معركة سيف القدس ودفع لتحرك جميع الجبهات بالتوازي مع الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة قبل عامين، يؤكد أنها أهم معركة خاضتها المقاومة ضد الاحتلال".
وتابع: "لولا معركة سيف القدس لما استطاعت المقاومة أن تدخل دولة الاحتلال في حالة إرباك كبيرة اليوم في ظل صمت يربك العدو ويضعه أمام نفسه في حيرة من أمره".
وأشار إلى أنه بعد معركة السيف، تأكدت (إسرائيل) أنه لا يمكن تنفيذ ضربات غادرة للمقاومة دون أن تضرب وبقوة. وفي تصريح صحفي، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبد اللطيف القانوع، أن حالة الشلل التي يعيشها الكيان الصهيوني والرعب الذي يلاحقه وهو ينتظر رد المقاومة جراء المجزرة التي ارتكبها، امتداد لمعادلة سيف القدس التي صنعتها المقاومة مع الاحتلال.
وشدد القانوع على أن معركة سيف القدس دشنت لمرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، وصنعت معادلة معه لحماية المسجد الأقصى ومنع تقسيمه ولا يزال يعاني من ارتداداتها.
وقال: "دوافع معركة سيف القدس ما زالت ماثلة أمامنا، والخطر الذي يتعرض له المسجد الأقصى يشتد، ومخططات التقسيم والتهويد تتصاعد لدى حكومة الاحتلال الفاشية".
وأكد القانوع أن معركة سيف القدس منعت تمرير مخطط الاحتلال الذي يستهدف المسجد الأقصى، ووحدة الساحات التي حققتها ما زالت قائمة للدفاع عن شعبنا ومقدساتنا ومنع تقسيم الأقصى.
ويتفق المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، مع سابقه في أن معركة (سيف القدس) تعتبر من المعارك التاريخية مع الاحتلال (الإسرائيلي).
وقال سعد في حديث سابق لـ (الرسالة نت): "عند الحديث عن معركة سيف القدس، فإن المكاسب الفلسطينية الكبيرة تكاد لا تحصى"، في إشارة لثقل المعركة على جميع الجوانب.
ولفت إلى أن إطلاق الصواريخ على مدينة القدس المحتلة كان مفاجأة كبيرة، وشكّلت صدمة كبيرة في الأوساط (الإسرائيلية).
وأوضح أن المعركة نسفت جميع الخطط (الإسرائيلية) منذ احتلال فلسطين والتي عملت على سياسة الإلهاء وتفكيك المجتمع.
وبيّن أن الثقل الذي حازته القدس المحتلة والمسجد الأقصى بعد المعركة العام الماضي، أكثر بكثير مما قبلها، "ولذلك أعادت المقاومة بقيادة كتائب القسام للقدس مكانتها في ظل انشغال العالم العربي والإسلامي".
وختم سعد حديثه قائلا: "انتصار غزة المحاصرة لمدينة القدس سيسجّل في التاريخ، "لا يمكن أن تكون معركة سيف القدس كما غيرها من المعارك".