بالإبعاد والإقامة الجبرية.. الاحتلال يمهد طريق مسيرة الأعلام

الرسالة نت-مها شهوان

في الأيام الأخيرة، لجأ الاحتلال (الإسرائيلي) كعادته لاتباع سياسة إبعاد المقدسيين أو فرض الإقامة الجبرية عليهم لتمرير مسيرة الأعلام التي ستكون الخميس المقبل، وذلك لمحاصرة أكبر عدد لمنعهم من المشاركة في فعاليات ضد المسيرة.

وانطلقت فعاليات مقدسية منذ أسابيع تدعو للنفير العام والرباط في باحات الأقصى والبلدة القديمة بالقدس، كما يعتزم المقدسيون لحشد أعداد كبيرة في منطقة باب العامود، تزامنًا مع المسيرة الاستفزازية، بهدف إفشالها.

ويشكل التواجد المقدسي تحديا كبيرا للاحتلال، في ظل فرض هيمنته على المدينة المقدسة ورفع أعلامه فيها لإثبات أنها مدينة يهودية.

ولأول مرة في تاريخها، قدمت جماعة "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة طلبًا رسميًا لإدخال "مسيرة الأعلام" إلى المسجد الأقصى من باب الأسباط، حيث تسعى إلى حشد نحو 7500 مستوطن للمشاركة في المسيرة، رُغم أن أكبر رقم سبق لهم تحقيقه لم يزد عن 2200 مقتحم.

وفي المقابل لم يبرح المقدسيون مدينتهم بهدف التصدي لاقتحامات الأقصى، فهم يرفعون الأعلام الفلسطينية في أحياء القدس، بهدف إفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين.

وتعتبر مسيرة الأعلام، مفجرا لكثير من الأحداث الساخنة بين (الإسرائيليين) والفلسطينيين، كما جرى وقت معركة سيف القدس 2021، فالقدس والأقصى بالنسبة للفلسطينيين خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

****جمعيات الهيكل خطرا

ومن المتوقع أن يتخلل مسيرة الأعلام هجمة (إسرائيلية) شرسة على المقدسيين، وهذه المرة ستكون الأشد خاصة وأن من يقودها هم الوزراء الأكثر تطرفا في الحكومة اليمينية، لذا سيبذلون جهدهم في زيادة التضييق والضغط على أهالي القدس.

يقول حسن خاطر المختص في الشأن المقدسي: "ستكون مسيرة الأعلام هذه المرة أكثر استفزازا لمشاركة عناصر متطرفة من جماعات الهيكل ويحاول الاحتلال جعل هذه المسيرة رمزا لحشد المستوطنين ورفع الشعارات العنصرية".

ورغم وجود أحاديث حول تغيير طريق الحشود المشاركة في مسيرة الأعلام، إلا أن هناك تأكيدات أنها ستكون كما هو مخطط لها، بحيث تبدأ من حي باب العامود حتى حي المغاربة بالقدس المحتلة.

وبحسب القناة 12 العبرية، فإنه رغم وجود إنذارات لدى المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) تتعلق بأضرار مسيرة الأعلام التي ستجري بعد أيام في القدس المحتلة؛ إلا أنها ستجري كما هي انطلاقاً من باب العامود مروراً بالحي الإسلامي حتى باب المغاربة.

وعن الأسباب التي تؤدي إلى تغيير مسارهم، يؤكد خاطر (للرسالة نت) أن التغييرات تخضع لاعتبارات أمنية، لكن جوهر المسيرة أو التجمع الذي يسمونه (يوم الاستقلال) يهدف إلى تفجير الأوضاع في الأراضي المقدسة واستفزاز الشارع الفلسطيني من خلال الزي الموحد والأعلام (الإسرائيلية) والممارسات العنصرية، مؤكدا أن تلك الممارسات تتسبب بانفجار الأوضاع كما حدث في مايو 2021.

ويقول خاطر: "المسيرة باتت تجسد التطرف في الشارع، خاصة وأن معظم المشاركين من شباب منظمات الهيكل التي تهتم بالتحضير لها عبر إضفاء لمسات خاصة لجرها للأهداف المباشرة المتعلقة بالأقصى والبلدة القديمة، ونجحوا في محاولة الاستحواذ على المشهد العام للمسيرة مما ينسجم مع تطرفهم".

وعن الإبعادات التي تطال ناشطي البلدة القديمة في القدس، ذكر خاطر أنها أصبحت الوجه الأخر لهذه المسيرة والأنشطة الصهيونية في البلدة، موضحا أن هناك قوائم جاهزة لدى الاحتلال بأسماء أشخاص يرون أنهم يشكلون خطرا وقت تصاعد الأحداث لذا يصدرون قرارات بإبعادهم أو اعتقالهم أو فرض الإقامة الجبرية عليهم وهذا من أنواع تمهيد الطريق للمسيرة.

وفي ذات السياق يقول عصمت منصور المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن المقدسيين هم السد والخندق الأمامي في الدفاع عن القدس، خاصة وأنهم يثبتون مقدرتهم على مفاجأة الاحتلال رغم مساعيه للتضيق عليهم ومحاولة تهجيرهم والإثقال عليهم بالضرائب، لكنهم يصمدون ويفشلون مخططات الاحتلال.

ويرى منصور أن أهالي القدس ومن سيتمكن من الوصول إلى البلدة القديمة سيتصدون لمسيرة الأعلام.

وعن الدور المطلوب للتصدي لمسيرة الأعلام التي بدأت أعداد المشاركين فيها بالزيادة لاقتحام الأقصى، يوضح (للرسالة نت) أنه يجب دعم وتعزيز صمود المقدسيين في المدينة، وبناء أطر وحضور فاعل للقوى وكل هذه العوامل تمكنهم من لعب هذا الدور ومواجهة ظروف الحياة وعقبات الاحتلال ومخططاته، داعيا إلى ضرورة توفر استراتيجية شاملة تشترك فيها كل القوى الفلسطينية لدعم المقدسيين.

 

البث المباشر