يبدو أن مشاركة قيادة الاحتلال ووزراء الحكومة المتطرفة سيكون واسعا في "مسيرة الأعلام" هذا العام على خلاف الأعوام الماضية، وهو ما قد يعقّد الموقف في المسيرة المتطرفة.ويهدد وزراء الاحتلال في المشاركة الواسعة في تمثيل عالي المستوى في دولة الكيان، ولكن ما أسباب ذلك ولماذا يتسابق العديد منهم هذا العام على المشاركة.
ووفق مختصين في الشأن (الإسرائيلي)، فإن تسابق قيادة الحكومة على المشاركة ينبع من الحكومة اليمينية المتطرفة وكنوع من الدعاية بين جمهور المستوطنين ومحاولة استقطاب المناصرين.** يعكس تطرف الحكومة
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أحمد رفيق عوض، أن "مسيرة الأعلام" هذا العام تختلف عن السنوات الماضية من حيث مستوى التحشيد والوعيد وحجم المشاركة.
وقال عوض في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتلال يطلق تهديداته بشكل علني، "ويعمل على تحدٍ صريح لكل المسلمين في انتهاك الأقصى وتهويد القدس".
وأضاف: "إظهار العزم على المشاركة في المسيرة رغم التهديدات، يأتي ضمن دعاية انتخابية لهم، ورسالة إصرار على تهويد الأقصى".وحذّر من مغبّة رفع مستوى المشاركة في المسيرة، وهو ما يعني مزيدا من التهويد، داعيا الفلسطينيين للتصدي لهذه المسيرة المتطرفة التي تؤسس لمرحلة جديدة من زيادة التهويد.
وقال رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو إن "مسيرة الأعلام" ستجري في مسارها كما هو معد لها، في حين أوردت القناة 13 العبرية أن وزراء بالحكومة سيشاركون في المسيرة، التي يعدها الفلسطينيون استفزازا متعمدا وعدوانا على القدس المحتلة.ويزعم نتنياهو في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه الليكود في الكنيست (البرلمان)، أن حكومته تعمل على "تغيير ميزان الردع".
وأكد أن المسيرة "ستجري في مسارها المعتاد ووفق ما هو مرتب لها".وينظم اليمين المتطرف هذه المسيرة لإحياء ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس عام 1967، والذي يسمونه يوم توحيد القدس وإحلال السيادة (الإسرائيلية) على المدينة والأماكن الدينية اليهودية فيها.
وتنظم المسيرة وفق التقويم العبري، ومن المقرر أن تجري غدا الخميس، وتسير فيها مجموعات كبيرة من غلاة اليهود وهم يلوحون بالأعلام (الإسرائيلية) ويخترقون البلدة القديمة من باب العامود في القدس المحتلة.ويتفق الباحث في الشأن (الإسرائيلي)، المقدسي إسماعيل المسلماني، مع سابقه في أن مشاركة وزراء من الحكومة ونواب في "مسيرة الأعلام" يعكس التطرف الكبير والواضح للحكومة اليمينية.
وقال المسلماني في حديث لـ (الرسالة نت) إن الرد على مشاركة قيادة الاحتلال، يجب أن يكون على مستوى الحدث، وذلك بتفعيل الرد الشعبي والميداني، والرباط في الأقصى.وأضاف: "الواضح أن نتنياهو فشل في تحقيق أهدافه ورفع رصيده الشعبي المتدهور بين جموع المستوطنين، وهو ما دفعه لإطلاق تهديدات بشأن مسيرة الأعلام ودفع بوزرائه للمشاركة في المسيرة".
وعلّل مشاركة وزراء الحكومة، بضعف موقف نتنياهو وعجزه عن كبح جماح وزرائه، ورغبته في تجنب أي خلاف معهم قد يحل الائتلاف الحكومي.وأكد خطورة التصعيد من الاحتلال من خلال مشاركة وزراء وأعضاء كنيست، وعدد من الحاخامات وهو ما يعني تصعيدا ناريا وتحديا صارخا أولا للمجتمع الدولي والجامعة العربية ولمدينة القدس وللفلسطينيين في كل مكان.