قائد الطوفان قائد الطوفان

في عيد (الأسابيع العبري).. تدنيس للأقصى واعتداء على المقدسيين

غزة – مها شهوان

رغم تنوع الأعياد اليهودية التي تعتمد في مواعيدها على التقويم العبري، إلا أنه لكل عيد طقوسه المختلفة في العبادة والمظاهر الاحتفالية من حيث المأكل والملبس، وحتى شكل الاقتحام للمسجد الأقصى الذي يتخذون منه مكانا لاحتفالاتهم وصلواتهم التلمودية.

وكعادته يحاول الاحتلال السيطرة على أبواب المسجد الأقصى والطرق المؤدية إليه في أعياده العبرية، ويمنع وصول المقدسيين إليه فيضطرون للصلاة عند أبوابه.

ومنذ ساعات صباح اليوم الخميس يشهد الأقصى اقتحامات لإحياء ما يسمى عيد الأسابيع العبري (شوفوعوت)، ورغم الحشود والدعوات الإعلامية من جماعات الهيكل لاقتحام الأقصى خلال السنوات الماضية، إلا أن أبرز جماعاتهم -حتى الآن- لم تحشد للاقتحام المقبل علنا هذا العام.

ما هو عيد الأسابيع؟

يعرف أيضا بعيد الحصاد، ويحتفل خلاله بنزول التوراة على اليهود، وببزوغ بواكير الثمار، وسمي عيد الأسابيع لأنه يأتي بعد 7 أسابيع من عيد الفصح، لكن التوراة لا تحدد تاريخا واضحا له، ويعدّه اليهود عيدا يرمز إلى عودة شعب (إسرائيل) إلى ما يزعمون أنها أرضهم، وحاز العيد اهتماما خاصا بعد توسع المشروع الصهيوني ونشوء فكرة المستوطنات الزراعية (الكيبوتسات) وأهمية العمل في الأرض.

ويعد شفوعوت العيد الوحيد الذي لا إجازة فيه بسبب ارتباطه بالزراعة والحصاد وضرورة العمل لهما، كما يؤكل خلاله الخبز المختمر وأطعمة الحليب والعسل، ويتوجب على اليهود فيه السهر ليلا لدراسة التوراة، وزخرفة المنزل والكنيس بالخضار، إلى جانب أن بعض الطوائف اليهودية تصب الماء على أفرادها تشبيها للتوراة بالماء مصدر الحياة.

وتُركز "منظمات الهيكل" في هذا العيد على الاحتفال والزينة، وتعزير أداء "السجود الملحمي" في ساحات الأقصى، وأداء طقوس تلمودية علنية جماعية، وأيضًا تقديم "القرابين النباتية- القمح مثلًا، وشرب الخمر عند باب المغاربة قبل الاقتحام".

وعيد "الأسابيع" يعتبر من أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، فهو يرتبط بأيام "الهيكل" المزعوم بحسب نصوص التوراة المكتوبة، لذلك يربطه اليهود بالمسجد الأقصى بشكل مباشر.

كيف يمهد اليهود للاحتفال بعيد الأسابيع؟

اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال (الإسرائيلي)، احتفالا بما يسمى "عيد الأسابيع أو نزول التوراة" العبري.

ونشرت شرطة الاحتلال منذ الصباح قواتها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وسط قيود مشددة فرضتها على دخول الفلسطينيين.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة (تابعة للأردن) أن "نحو 200 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونظموا جولات استفزازية في باحاته".

وأوضحت أن المستوطنين المقتحمين تلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة "باب الرحمة" شرقي الأقصى.

وفرضت شرطة الاحتلال "قيودا مشددة" على دخول المصلين للأقصى، ومنعت دخول من تقل أعمارهم عن 50 عاما لأداء صلاتي العشاء والفجر في المسجد.

كتب حسن خاطر المختص في الشأن المقدسي، عبر صفحته الفيسبوك: "تطور جديد في المسجد الأقصى وهو إغلاق المسجد الأقصى منذ صلاه المغرب اليوم 24/5/2023 من أجل التحضير لعيد نزول التوراة (عيد الاسابيع).

وبحسب قوله فإن ما سبق يأتي ضمن منهج جديد يطبقونه في المسجد الإبراهيمي في الخليل، ويبدو أنهم يحاولون تطبيقه في المسجد الأقصى".

وكان جار الأقصى جمال عمرو والمختص في الشأن المقدسي، ذكر أن المسجد يعد مركز أطماع الاحتلال (الإسرائيلي) بشكل مباشر، حيث لا يتوقف عن محاولات تهويده في أعياده الدينية المصطنعة التي صنعها بيده.

وأكد أن عيد الأسابيع اليهودي هو عدوان جديد يستهدف المسجد الأقصى، موضحا أن لدى جماعات اليهود يعتبر هذا العيد خاتمة عيد الفصح، حيث دعوا لاقتحام الأقصى لإحيائه يوم الجمعة الموافق 26 مايو 2023.

وذكر عمرو أنه في ليلة العيد يصلي المستوطنون ويقرأون آيات من التوراة ويأتون بالآلاف صبيحة اليوم التالي إلى حائط البراق، وهنا تكمن الخطورة، حيث يجمّعون أنفسهم بأعداد كبيرة ويدنسون الأماكن الإسلامية ويقتحمون المسجد الأقصى ويعتدون على المسلمين.

البث المباشر