أكد مختصون في شؤون الاستيطان، أن عودة المستوطنين إلى بؤرة "حومش" الاستيطانية المخلاة منذ عام 2005، يشكل مخاطر جمة على منطقة شمال غرب نابلس، كما يهدد بتغول استيطاني جديد شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح المختص في الشأن (الاسرائيلي) محيي الدين نجم، أن إجرام الاحتلال الممنهج يضرب عرض الحائط بكل الاتفاقات الأمنية التي عقدتها السلطة، ويعطي انطباعاً واحدا بأن الحكومة (الإسرائيلية) المتطرفة ماضية نحو مزيد من الاستيطان في الضفة الغربية.
وأوضح نجم أن العودة إلى "حومش" يعني مزيداً من سرقة الأراض الفلسطينية، وسيشجع على العودة للبؤر الثلاث الأخرى "جنيم وكاديم وسانور"، مؤكداً أن المشاريع الاستيطانية لن يردعها إلا الالتفاف الجماهيري والشعبي وقواه الحية حول خيار المقاومة.
تصعيد استيطاني
الناشط خالد الجعبري قال إن عودة المستوطنين إلى "حومش"، يؤكد أن حكومة الاحتلال تتجه نحو التصعيد، ومزيد من التوسع في الاستيطان.
وأشار الجعبري إلى أن قرار عودة المستوطنين إلى حومش جاء بناء على أوامر سياسية عليا، مذكراً بأن منطقة المستوطنة "ساقطة" أمنياً، ولن توفّر الأمن والأمان لمستوطنيها، وهي ذات الأسباب التي جعلت الاحتلال يخليها عام 2005.
مخاطر كبيرة
بدوره، قال الناشط ضد الاستيطان في قرية برقة سامي دغلس، إن بدء إعادة البناء في مستوطنة "حومش"، يدق ناقوس الخطر في منطقة شمال غرب نابلس.
وأوضح دغلس أن هناك ثلاثة مخاطر رئيسة تواجه منطقة شمال غرب نابلس، أخطرها البدء بشق طريق استيطاني عنصري مواز لشارع نابلس جنين بطول 4 كم يبدأ من مدخل جبل القبيبات وحتى مدخل مستوطنة "شافي شمرون" على طريق نابلس طولكرم، وتم مصادرة 2200 دونم لهذا الغرض من سهل برقة وسبسطية والناقورة ودير شرف.
وأضاف أن الاحتلال يسعى للسيطرة على محطة سكة حديد الحجاز "المسعودية"، وقد بدأت مظاهر السيطرة والزيارات والتخطيط منذ فترة.
وأوضح دغلس أن الاحتلال خصص مبلغ 29 مليون شيكل قبل أسبوعين للسيطرة على المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية، وبناء مشروع سياحي استيطاني.
دعوات للمواجهة
وشدد دغلس على ضرورة التحرك الفوري والعاجل جماهيرياً ورسمياً وفصائلياً، لمواجهة مخططات الاحتلال الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية في المنطقة.
كذلك أكد الناشط محي الدين نجم، على ضرورة الوقوف شعبياً ورسمياً في وجه هذه الخطوة الخطيرة والتصدي لها، والخروج من إطار الشجب والاستنكار والتوجه لخطوات عملية لمنع استكمال هذا المخطط.
ووقع وزير جيش الاحتلال (الإسرائيلي) "يوآف جالانت"، الأسبوع الماضي، رسميا على قرار يسمح للمستوطنين بالعودة لمستوطنة "حومش" المخلاة جنوب جنين، بعد 18 عاما من إخلائها.
وأصدر وزير جيش الاحتلال تعليمات للجيش بأمر يسمح للمستوطنين بالعودة لمستوطنة "حومش" شمال الضفة الغربية، بعد أسابيع من مصادقة كنيست الاحتلال على إلغاء قانون الانسحاب من 4 مستوطنات هذه المنطقة.
وبهذا القرار، سيعزز جيش الاحتلال من تواجده في المنطقة وينشئ مواقع عسكرية كبداية لإعادة بناء المستوطنة، عدا عن تمهيده لعودة المستوطنين في شمال الضفة.