ضمن سياسة الانتقام..

الأسيرة شاهين تعاني الشلل والعزلة مع الجنائيات

الرسالة نت-مها شهوان

حالة من القهر والألم الشديد تعيشه الأسيرة فاطمة شاهين – 33 عاما- ليس لأنها تعتقل لأول مرة أو تمكث في زنزانة انفرادية؛ بل لتواجدها بين جنائيات (إسرائيليات)، وهي في وضع صحي سيء بعد إصابتها برصاصات من الاحتلال الشهر الماضي سببت لها الشلل.

وجع الإصابة والمكوث مع سجينات (مجرمات)، والبعد عن الأهل وطفلتها الصغيرة أيلول، كل ذلك أصاب الأسيرة الجريحة شاهين بالحزن والبكاء طيلة الوقت كما يصل ذويها.

بداية الاعتقال كانت في السابع عشر من أبريل/ نيسان الماضي، حين كانت تسير بالقرب من مفرق غوش عتصيون الاستيطاني، الذي يفصل بين محافظتي الخليل وبيت لحم، وقتها قنصها جندي (إسرائيلي) بأربع رصاصات تركزت في ساقها وكتفها.

لم تقترف شاهين أي نشاط يعرضها للمحاصرة ثم إطلاق النار، فهي أم لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات ونصف، ومن الأكاديميات المتفوقات وتخرجت من جامعة القدس أبو ديس في العام "2011م" من كلية علوم الحاسوب بعد أن التحقت لمدة عام في كلية الطب قبل أن تقرر تبديل التخصص، وتعمل في إحدى المؤسسات بمجال تخصصها.

يقول شقيقها طارق (للرسالة نت) إنهم لا يعرفون أخبارا عن شقيقته خاصة حول وضعها الصحي غير أن المحامي أكد لهم إصابتها بالشلل، فلا يعرفون كيف تعيش في قسم الجنائيين في عزل سجن الرملة، مما يضع العائلة في وضع نفسي سيئ وقلق مستمر.

ويضيف: "حين رأينا صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إطلاق النار عليها، عرفناها من ملابسها، وبقينا قلقين على مصيرها خاصة وأن الاحتلال تعمد عدم نقلها للإسعاف إلا بعد مرور أكثر من نصف ساعة على إصابتها".

وذكر أن شقيقته لا تمارس أي نشاط سياسي، فهي تعمل في شركة للمنهاج أونلاين، مما أثار استغرابهم عند استهدافها بشكل متعمد ومن ثم وضعها مع الجنايات.

وأشار إلى أنهم قلقين على وضع شقيقتهم الصحي، ولازالوا بانتظار التقرير الصحي الرسمي لمعرفة وضعها.

وما يهون على الأسيرة شاهين هو أنها تتواجد برفقة الأسيرة عطاف جرادات من جنين، لكن بقاءها في سجن الرملة بوضع صحي سيئ يزيد من الضغط النفسي عليها بسبب عدم تواجدها مع الأسيرات وعدم مقدرتها على القيام بأدنى احتياجاتها اليومية بأريحية، إلى جانب ما تعانيه من حالة صحية صعبة جراء الإصابة والإهمال الطبي المتعمد من إدارة سجون الاحتلال.

أما عن طفلتها الصغيرة أيلول، ذكر شقيق الأسير أنها بعد اعتقال أمها سألت عنها كثيرا، فكانوا يخبرونها أنها مريضة في المستشفى وستعود، لكنها علمت من الصغيرات في روضتها أن والدتها معتقلة فأصيبت بنوبة خوف وبكاء على أمها، ولاتزال تنتظر وقت الإفراج عنها.

وبحسب الشقيق فإنه من المتوقع أن يكون لعائلته زيارة في الخامس من يوليو المقبل، خاصة وأن المرة الوحيدة التي تواصلت فيها معهم كانت خلال جلسة محاكمتها قبل أسابيع، حيث تحدثت لخمس دقائق عبر اتصال فيديو وأخبرتهم بما تعانيه من ظروف اعتقال سيئة.

وحتى الآن لا تعرف فاطمة عن حالتها الصحية كثيرا، فهي تقول إنها تشعر بوخز في قدميها وهذا أعطى الأمل لعائلتها بأن يكون الشلل غير دائم، ولكن في ظل إهمال الاحتلال المتعمد لحالتها لا أحد يمكنه معرفة شيء دون تقرير طبي رسمي.

يذكر أن الاحتلال قدم لائحة اتهام بحق الأسيرة وهي الشروع بالقتل العمد؛ وهي تهمة لا يقل حكمها عن عشر سنوات بحسب ما يقوله المحامون.

وفي ذات السياق يقول إسلام عبدو مدير الإعلام في وزارة الأسرى والمحررين، إن الاحتلال يتعمد وضع الأسرى والأسيرات عند اعتقالهم في أقسام مخصصة للسجناء الجنائيين من أجل التنغيص عليهم.

وذكر (للرسالة نت) أن الاحتلال يوعز للجنائيين بإهانة وضرب الأسرى الفلسطينيين، للضغط عليهم وقهرهم أكثر، لافتا إلى أن إدارة السجون تتعمد التنكيل بالأسرى الجرحى والمرضى.

وأشار إلى أن وضع الأسيرة الجريحة شاهين مع الجنائيات يأتي ضمن سياسة الإهمال الطبي كإجراء عقابي لها.

ولفت إلى أن سياسة وضع الأسرى مع الجنائيين (الإسرائيليين) ليست جديدة، خاصة وأنهم دوما يضعون الأشبال في محاولة لحرف سلوكهم لكن تفشل إدارة السجون في ذلك.

البث المباشر