شكلت عملية نيتسانا البطولية والتي نفذها جندي مصري وأدت لمقتل ثلاثة جنود (إسرائيليين) وإصابة آخرين على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة قرب معبر نيتسانا، ضربة موجعة للاحتلال الذي كان يعتقد أن الجبهة الجنوبية باستثناء قطاع غزة هي الأكثر هدوءً وأمانا.
واعتبر كُتاب ومحللين سياسيين أن العملية أعادت العلاقة الطبيعية والشكل الحقيقي للاحتلال وكشفت حالة العداء وأهمية المقاومة في المعركة مع الاحتلال، في ظل حالة التطبيع ومحاولة خلق حالة تصالح مع بعض الأنظمة العربية والخليجية.
وأعلن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) أن ثلاثة من جنوده قتلوا في حدث أمني غير عادي، صباح اليوم السبت، على الحدود المصرية، كما استشهد شاب مصري في تبادل لإطلاق النار.
وكانت القناة 12 العبرية ذكرت بأن حدثًا أمنيًا غير معتاد وقع عند الحدود مع مصر.
يذكر أن الحدث وقع عند معبر(نيتسانا) الذي أنشئ عام 1982، بعد توقيع معاهدة التسوية بين (إسرائيل) ومصر.
واستخدم هذا المعبر في بدايته كمعبر للمسافرين والمركبات أيضاً، ومع مرور الأيام، وبسبب الحركة الضئيلة في المعبر، تقرر إيقاف عبور المسافرين ومنذ ذلك الحين هدف المعبر هو نقل الحمولة والبضائع فقط.
ويقول الناشط عزات جمال إن الأهم من الرواية الرسمية أيا كانت، هي حالة الاحتفاء الكبير بالجندي المصري رحمه الله والتي تشعل مواقع التواصل وتعيد للأذهان فكرة مهمة وهي أن العداء هو الحالة الطبيعية مع الكيان، حيث يستحضر المتفاعلون نماذج من البطولات السابقة للمصريين والعرب في مواجهة الكيان المحتل ونصرة فلسطين.
ويضيف جمال في تغريدة له على تويتر، أن استهداف العدو على الحدود المصرية مع فلسطين أعاد للأذهان أمجاد أبطال الدوريات من الفدائيين الذين نصروا قضيتنا بأفعالهم البطولية، كما أنها تذكرنا بحقيقة مُرة وهي أن حالة الهدوء على طول آلاف الكيلومترات بين دول الطوق وفلسطين، لا تخدم سوى الكيان وهي شرط لاستمرار وجوده!
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن مقتل الجنود الثلاثة قرب الحدود بين فلسطين ومصر، يعني عدم قدرة الاحتلال على العمل على كافة الجهات، وأن مناورته الحالية" اللكمة القاضية"، فشلت، حيث أن جندي مصري واحد قتل ثلاثة جنود، وقبل يومين نفذت عملية في طولكرم وقتل فيها جندي للاحتلال.
ويضيف القرا في منشور له على فيسبوك، أن العملية تدلل على غياب الدافعية القتالية/ والقدرة لدي جنود الاحتلال، كما حدث في العمليتين، الضعف العسكري للجندي الصهــيوني، واهتزاز المنظومة الأمنية في التعامل مع العمليات كما شاهدنا ذلك في عملية الحدود، حيث لم يتضح الأمر بعد 12 ساعة، وعدم السيطرة على الحادثة، وشجاعة الجندي المصري، كما حدث في عملية طولكرم وعمليات سابقة.
ويشير إلى اتساع الساحات في العمل العسكري، مما يستنزف الاحتلال، ويضعه في دائرة المواجهة المباشرة، والعملية قرب الحدود المصرية امتداد لعمليات سابقة، وأن الروح الوطنية تسيطر على الجندي المصري، وكراهيتهم للاحتلال ولجنوده.
فيما اعتبر الكاتب والباحث السياسي أحمد قنيطة، أن قيام جندي مصري مغوار بتنفيذ العملية الفدائية صباح اليوم، وتمكنه من قتل 3 جنود من قوات الاحتلال "الاسرائيلي"، هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون عليها طبيعة العلاقة بين عناصر الجيش المصري والجيوش العربية وقوات الاحتلال.
ويضيف قنيطة في مقال له بعنوان "القدس تنتظر الرجال" أن فلسطين المحتلة هي ملك للأمة بأسرها، والمسجد الأقصى هو وقف إسلامي، ويقع على عاتق كل مسلم بذل الجهد للدفاع عنه، بما هو متاح من أدوات ووسائل لمقارعة المحتل وتدفيعه ثمن احتلاله وعدوانه على ديننا ومقدساتنا الغالية.
ويبين أن الشعب المصري له ثارات كبيرة وعظيمة تجاه جيش الاحتلال "الاسرائيلي" الذي ارتكب جرائم حرب تجاه الشعب المصري وأسراه من الجنود المصريين، حيث قام بحرقهم ثم دفنهم أحياء إبان حرب عام 1967م وغيرها من الجرائم التي يندى لها الجبين.
ويشدد على أن عملية اليوم تأتي ضمن سلسلة من العمليات الفدائية التي قام بها جنود الجيش المصري والأردني على مدار سنوات من الصراع المستمر بين الاحتلال "الاسرائيلي" وشباب أمتنا الأبطال، في ظل تخلي الحكومات والجيوش العربية عن فلسطين، بل وتواطؤهم مع المحتل على قضيتها وشعبها ومقاومتها.
ويشير قنيطة إلى أن فلسطين والقدس تنتظر المزيد من العمليات المباركة من قبل الجنود المصريين والأردنيين واللبنانيين والسوريين من خلال تجاوز مواقف وسياسات حكوماتهم، وأخذ زمام المبادرة للدفاع عن عهدة أمير المؤمنين عمر، وأمانة الفاتح صلاح الدين.
ويتابع الفلسطينيون والشعوب العربية في دول الطوق -بشكل رئيس- وفي كل الدول العربية الإسلامية مطالبون بالتحرك الفعلي بكل الطرق والوسائل -الناعمة والخشنة- للدفاع عن فلسطين، ومهاجمة المصالح "الإسرائيلية" في بلادهم.
ويلفت إلى أنه بذلك نستطيع الوصول إلى حالة من التلاحم والإنسجام وتكامل الأدوار بين المقاومة في الداخل والخارج، بما يفتح على العدو جبهات متعددة يعجز عن مواجهتها بشكل متزامن.