قائد الطوفان قائد الطوفان

سياسيون: خطاب السلطة السياسي استجدائي ومثير للشفقة

الرسالة – محمود هنية

عبّر سياسيون فلسطينيون عن استيائهم من الخطاب السياسي للسلطة الفلسطينية في المحافل الدولية والرسمية، معتبرين أنه يعبر عن حالة من الاستجداء والانبطاح، إلى جانب احتوائه على عبارات ساخرة في غير محلها ما يضيع هيبة القضية ، ويضعف الرواية الفلسطينية.
الخطاب المسند لرئيس السلطة محمود عباس أمام المحافل الدولية والإقليمية وكان آخرها في الجمعية العامة للأمم المتحدة والقمة العربية التي عقدت في جدة، يعكس برأي المراقبين، حالة الفلس السياسي لدى السلطة، والعجز في الأدوات ومفاعيل القدرة على التغيير، كما يعبرّ عن واقع السلطة الهشّ وافتقارها لأدوات القوة والمواجهة.
ويفتقد الخطاب وفق المراقبين لأبسط أبجديات القانون الدولي، كما أنه لا يعبر عن أي تقاطع مع الخطاب التقليدي السابق للثورة الفلسطينية الذي عبرّ عنه الرئيس الراحل عرفات في خطابه الشهير "جئتكم بغصن الزيتون بيد والبندقية بيد أخرى".
  لا خطاب
الدكتور ربحي حلوم السفير الفلسطيني السابق، رفض توصيف الحالة التي يمثلها عباس بـ"الخطاب السياسي"، مؤكدا أن السلطة تفتقر من حيث المبدأ لخطاب سياسي رسمي يمكن تقييمه.
وقال حلوم لـ(الرسالة نت) إنّ الخطاب السياسي يجب أن يستند لجملة قيم تعبر عن القضية الفلسطينية، وتتسلح بالحق الفلسطيني أولا ثم بالقانون الدولي، وهذا ما يفتقر إليه عباس، الذي ذهب في خطاباته للتندر والفكاهة.
ووجدّ أن هذا الخطاب مقصود وليس من باب الصدفة، والهدف منه تغييب القضية الفلسطينية عن محفل ومسرح المجتمع الدولي، وإضعاف قدرته على التأثير في الحلبة السياسية الدولية.
وأضاف حلوم: "الخطاب الذي ينبغي أن يسلط الأضواء بطريقة جادة على المعاناة الفلسطينية، وينادي بحق الشعب الفلسطيني بالمقاومة وفق ما تقره له الأعراف الدولية، يتحول لمسرح تندر وسخرية على سبيل (زليطة وزبليطة)، في سياق يفقر الخطاب لأهدافه، ويغيب القضية".
وأوضح أنّ هذا النوع من الحديث يعبر عن حالة العجز السياسي لدى السلطة، ويعكس سقفها السياسي المأزوم والمنبطح.
  احمونا أولا
من جهته، رفض المعارض السياسي فايز السويطي توصيف خطاب السلطة بالسياسي الرسمي، قائلا: "هذا الخطاب تهريجي يحتاج لإعادة تعريف من حيث المبدأ لإمكانية تقييمه فيما بعد".
وأضاف لـ(الرسالة نت): "طلب السلطة للحماية الدولية، بحد ذاته يثير التندر، فهي لم تتورع عن مواجهة المواطنين ومطالبهم ونكلت بأبناء شعبها بكل ألوانه".
وتابع: "الحماية التي ينشدها المجتمع في الضفة الغربية، هي من الأجهزة الأمنية التي تنكل بهم، وتجعل ظهرهم مكشوفا للاحتلال".
وأوضح السويطي أن الخطاب السياسي لرئيس السلطة للمجتمع الدولي لا يمكن مقارنته أو مطابقته لذات الخطاب الذي يوجّه للشعب الفلسطيني وما يحمله من تهديد ووعيد".
وأكدّ أنّ هذا الخطاب يعبر عن حالة مقصودة من عباس بإضعاف الرواية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي، وجعلها مجرد مادة للتندر والفكاهة.
سقف مهزوم!
آمال خريشة الناشطة السياسية في الضفة، رأت من جهتها، أن الخطاب يعبر عن واقع سياسي مأزوم للسلطة.
كما أكدّـت خريشة لـ(الرسالة نت)انّ هذا الخطاب يعكس حالة الانبطاح والاستجداء التي تعبر عنه قيادة السلطة.
ورأت أن السلطة لا تخرج في خطابها عن السقف السياسي المنخفض الذي ارتضته لنفسها في ضوء سلسلة التراجعات التي منيت بها في الوضع السياسي.
وبيّنت أن الخطاب يعكس العقلية المفسلة من حيث عوامل القوة الذاتية بعد تغييبه للمؤسسات الفلسطينية، "باختصار عباس يذهب متحللا من كل أسلحته التي يحتاج إليها؛ ليدافع بها عن شعبه، وتكون هذه النتيجة".

البث المباشر