قائد الطوفان قائد الطوفان

اتفاقية الإطار.. العجز المالي للأونروا يبقيها رهنًا للابتزاز الأمريكي

الرسالة – محمود هنية

جددت الإدارة الأمريكية توقيع اتفاق الإطار مع الأونروا، بعدما وقعته للمرة الأولى عام ‏‏2021، وأثار في حينها سخطا واسعا، نتيجة الشروط الأمريكية على الوكالة مقابل ‏استئناف مساهمتها في تمويل ميزانيتها.‏

وتقدر الحصة الأمريكية السنوية في ميزانية الوكالة بـ360 مليون دولار، قبل أن يوقفها ‏ترامب الرئيس الأمريكي السابق، ويستأنفها مجددا بايدن، وهي من إجمالي مليار ونصف ‏موازنة الأونروا.‏

وتقدم الأونروا خدماتها في 58 مخيماً في مناطق عملياتها الخمسة (الأردن والضفة ‏وغزة وسوريا ولبنان)، ويدرس في مدارسها قرابة نصف مليون طالب وطالبة في 700 ‏مدرسة تابعة لها.‏

شروط الاتفاق!‏

ويلزم الاتفاق الذي نشر عام 2021، الوكالة بـ "إبلاغ الولايات المتحدة عن أي انتهاكات ‏جسيمة لمبدأ الحياد في الوقت المناسب والتعامل مع أي انتهاكات مماثلة بما يتماشى مع ‏متطلبات إطار الحياد الخاص بها".‏

كما يلزمها بـ "اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان أن التمويل المقدم من الولايات ‏المتحدة إلى (أونروا) لا يوفر المساعدة أو الدعم بأي شكل آخر للإرهابيين أو المنظمات ‏الإرهابية".‏

ويطالب الاتفاق الوكالة بالتدقيق في الموظفين والمستفيدين والمتعاقدين لديها بناءً على ‏‏"قائمة الجزاءات الموحدة لمجلس الأمن الدولي".‏

ويشترط على الأونروا الالتزام بـ "ما يتفق مع الضمانات الإجرائية، والشروع الفوري في ‏التحقيقات عند تلقي معلومات موثوقة حول سوء السلوك المزعوم للموظفين واتخاذ ‏الإجراءات المناسبة عند اكتشاف سوء سلوك".‏

ويحث الاتفاق الأونروا لتحسين قدرتها على مراجعة الكتب المدرسية المحلية، واتخاذ ‏التدابير اللازمة لتصحيح أي محتوى يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة في المواد ‏التعليمية".‏

‏ ابتزاز!‏

بدوره، قال مدير عام (الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين) في لبنان علي هويدي، ‏أن الاتفاق يشكل التزامات سياسية على الوكالة، ويمنح واشطن الحق في مراقبة أداء ‏الوكالة والتدخل في طبيعة عملها.‏

وقال هويدي لـ(الرسالة نت) إن هذا التدخل يشكل انتهاكا لأساس عمل الوكالة الذي ‏يتطلب منها الحيادية والحرية، ويمنح واشنطن مراجعة الكتب وشطب المناهج، وفرض ‏رقابة على الموظفين ضمن معايير تتفق مع أهدافها.‏

ونبه إلى أن الاتفاق سيضع تمويل الأونروا تحت سيف الشروط الأمريكية، خاصة بعد ‏تراجع الدعم العربي للأونروا مؤخرا، وترجم ذلك بوجود عجز يصل لنصف ميزانية ‏الأونروا.‏

وكانت الأونروا قد أعلنت عن حاجتها لـ 1.3 مليار دولار حتى تتمكن من تقديم خدماتها ‏لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني، لنهاية العام 2023.‏

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش إن "الوكالة على وشك ‏الانهيار المالي".

 استغلال خطير!‏

من جهته، قال جميل سرحان مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة، إن هناك ‏استغلالا خطيرا يجري لمفهوم الحياد، من طرف إدارة الوكالة.‏

وأوضح سرحان أن اتفاق الإطار، يحتوي على 22 بندا مخالفا، جعل من الوكالة وكأنها (قسم في ‏وزارة الخارجية الامريكية).‏

وأكد أن قيادة الأونروا تخالف "حقوق الإنسان، وتستخدم المصطلحات السامية لفرض قيود ضد ‏هذه الحقوق".‏

وذكر أن هذا التمويل لا ينبغي أن يقيد بحال دور الوكالة، مشددا على ضرورة رفض التمويل ‏المشروط الذي يشكل قيدا على حقوق الشعب الفلسطيني.‏

البث المباشر