قائد الطوفان قائد الطوفان

في يوم توزيع النتائج.. الطفل التميمي سلم والدته شهادة التفوق

الرسالة نت- رشا فرحات

في اليوم الذي يفرح فيه أطفال فلسطين باستلام شهاداتهم بعد نهاية عام دراسي، استلمت والدة الطفل محمد التميمي من قرية النبي صالح قضاء رام الله خبر استشهاده، وكتبت معبرة عن فرحتها "مبروك الشهادة يا ماما" مودعة الطفل ابن العامين الذي استشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال قبل يومين.

بالقرب من خط التماس يعيش الأطفال على صفيح من نار، فتبدو الطرق التي يمرون بها وكأنها طرق رعب يأملون أن يرجعوا منها سالمين كما في كل مرة، لكن لم يعد محمد كما خرج حيث أطلق أحد عناصر جيش الاحتلال (الإسرائيليّ) 4 طلقات نارية صوب السيارة التي استقلها الطفل محمد هيثم التميمي (عامان ونصف)، برفقة والده، وهذا العدد هو ما اعترف به الاحتلال الذي قال إنه فتح تحقيقا بالحادث.

هكذا ببساطة قلبت حياة عائلة التميمي مساء يوم الخميس الماضي، وظلت حياتهم تغلي فوق نار من الترقب حتى أعلن عن استشهاد محمد متأثرا بجراحه.

الصحافي محمد التميمي ابن عم الشهيد قال في وصفه لخبر الوفاة:" هو تكرار لمشهد محمد الدرة، ذات المشهد، وذات الضحية ونفس الطريقة التي اغتيل فيها بين أحضان والده، هذا بالضبط ما جرى لابن عمي حينما أصيب مباشرة بالرأس، واستهدف الاحتلال أيضا والده الذي حاول أن يجري لرؤية ابنه، وقد أصيب بكتفه.

يعتقد أن محمد استشهد منذ اللحظة الأولى ولكن الاحتلال أصر على نقله لمستشفيات الداخل خجلا من الهجمة الإعلامية وقد أعلن عن وفاته أول أمس وسلم لعائلته في القرية عبر حاجز رنتيس بالقرب من القرية التي دفن بمقبرتها ظهرا.

رئيس مجلس قرية النبي صالح ناجي التميمي، قال عن جريمة الاحتلال التي أسفرت عن استشهاد الطفل التميمي: "جريمة متعمدة، إنها عملية مقصودة تجاه قرية النبي صالح واستمرت ثلاثة أيام".

ويوضح التميمي في مقابلة مع (الرسالة) أن رواية الاحتلال التي تعترف بأنها قتلت الطفل عن طريق الخطأ وبأنها كانت تلاحق شبابا من القرية أطلقوا النار على الحاجز هي رواية كاذبة. وأكد أن المنطقة لا يوجد فيها الكثير من البيوت والسكان، والشارع خال وبعيد، ولقد كان الأب خارجا من الباب يحمل طفله متجها لسيارته حينما أطلق عليهم الجنود وابلا من الرصاص، أكثر من عشرين رصاصة قتلت الطفل وجرحت الأب".

وتواجه قرية النبي صالح غول الاستيطان القائم على أراضيها منذ العام 1976 عندما تم إنشاء مستوطنة حلميش الصهيونية في معسكر كان مقاماً بالقرب من القرية.

وعمل الاحتلال (الإسرائيلي) على توسيع المعسكر وجلب مئات المستوطنين من مختلف أنحاء العالم وإعادة تسكينهم في بيوت تم بناؤها على أراضي أهالي القرية بالإضافة إلى القرى المجاورة الأخرى، هذا يعني أن الاحتلال صادر أكثر من 2000 دونم تعود ملكيتها لأصحابها الفلسطينيين في تلك المنطقة.

وبارتقاء الطفل محمد التميمي يصل عدد الشهداء الأطفال في الضفة الغربية منذ بداية العام إلى 28 طفلا، سقطوا برصاص أطلق عليهم مباشرة، وادعى الاحتلال أنها أطلقت بالخطأ.

البث المباشر