قائد الطوفان قائد الطوفان

خطة الليكود ليست الأولى.. مشاريع وضعت الأقصى على طريق التهويد

الرسالة نت-رشا فرحات

بلغ عدد الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى من المستوطنين وبحماية سلطات الاحتلال 3200 اعتداء منذ عام 1967، وقبل أيام أعلن عضو الكنيست عميت هاليفي، من حزب "الليكود" عن خطة أعدها مع أعضاء آخرين من حزبه لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.

وتقترح الخطة سحب الوصاية على المسجد الأقصى من الأردن، وكذلك السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في أي وقت ومن جميع بوابات المسجد، ووفقا للباحث زياد ابحيص في قراءته للمسودة المقترحة فإنها تطالب بتخصيص محيط الجامع القبلي جنوبا للمسلمين في حين تخصّص قبة الصخرة حتى الحدّ الشمالي للمسجد لليهود.

وتقوم مسودة هليفي على إعادة تعريف المسجد الأقصى إسلاميًا بوصفه مبنى المصلى القبلي حصرًا، وتزعم أنّ تقديس المسلمين كلّ ما دار عليه سور المسجد "مؤامرة لحرمان اليهود من مقدسهم"، باعتبار أن "المقدس إسلاميًا هو ذلك المسجد المبني في الجنوب وبقية المكان ليس مقدسًا عند المسلمين" حسب ادعاء المسودة المقترحة.

الحقيقة أن المطالبة بتقسيم أو اقتطاع جزء من الأقصى ليست المرة الأولى فالاحتلال يمهد لهذا التهويد منذ عام 1967، ففي آذار 1968 أصدرت المحكمة (الإسرائيلية) العليا قرارا بأن قدسية "جبل البيت" (المسجد الأقصى) لدى الشعب اليهودي فوق كل بحث وليست مجالا للنقاش أبدا، وليست متعلقة بأي حكم وإلى الأبد.

وفي آيار مايو من عام 1970 قالت صحيفة يدعوت أحرنوت إن المحكمة الإسرائيلية العليا تركت في قرار لها ترتيب موضوع صلاة اليهود في الحرم القدسي (الأقصى) بيد السلطة التنفيذية، وجعلته ضمن صلاحية شرطة الاحتلال. جاء ذلك ردا على التماس تقدمت به 15 شخصية عامة (إسرائيلية) حول منع الشرطة لهم من أداء الصلاة في ساحات الأقصى.

وفي شباط من عام 2014 ناقش الكنيست (الإسرائيلي) مقترحا مدعوما من مجموعة حاخامات يدعو لفرض السيادة (الإسرائيلية) على المسجد الأقصى الذي يخضع للإدارة الأردنية، وفق اتفاق وادي عربة بين الأردن و(إسرائيل) عام 1994، لكن دون التصويت عليه.

ثم في أكتوبر من نفس العام 2014 ناقش الكنيست مشروع قانون جديد للتصويت يُتيح تقاسم الأقصى المبارك زمانيًّا ومكانيًّا بين اليهود والمسلمين، وذلك بعد أن ناقشت لجان الكنيست خاصة لجنة الداخلية الموضوع عدة مرات في الماضي.

ووفقا لزياد ابحيص: "مخطط الليكود هو الثالث لمحاولة تقسيم الأقصى، الأول في 2008 ويركز على الجهة الجنوبية الغربية، والثاني في 2013 ويركز على الجهة الشرقية من المسجد.

ووفقا لابحيص: "فقد فشل مخطط اقتطاع الساحة الجنوبية الغربية في 2008 بفضل الرباط المنظم ومصاطب العلم، فيما فشل مشروع اقتطاع الساحة الشرقية ومصلى باب الرحمة أمام الإرادة الشعبية في حملات التأهيل وهبّة باب الرحمة في 2019.

ورغم الفشلين السابقين يرفع المحتل سقف عدوانه والمساحة التي يتطلّع لاقتطاعها، ويعلق الباحث المختص بقضايا القدس ناصر الهدمي قائلا: "مقترحات من هذا الشكل خاصة المتطرف منها والمجنون يطرح ولا يكون الهدف تنفيذها مباشرة وإنما أحيانا من أجل جس النبض وقراءة أنماط وسلوكيات ردات الفعل على الساحة العربية، ولكن حين التنفيذ تقف الإرادة الشعبية حائلا كما حدث في باب الرحمة.

لذلك – وفقا لقول الهدمي- يجب أن يكون موقف الساحة العربية قويا ومعبرا وغاضبا، لا يجب أن تبقى قضية الأقصى للفلسطينيين وحدهم.

ويلفت الهدمي إلى أن الاحتلال نصّب نفسه وليا رغم أن الأقصى مؤرخ منذ الأزل وكل المنطقة الواقعة داخل الأسوار هي منطقة الأقصى ومسجلة لدى اليونسكو بأنها ملك للمسلمين وبأنها مسجد ولا يحق لأي يهودي الدخول أو الصلاة فيها، والاحتلال اليوم يريد أن يتحدى الأمم المتحدة واليونسكو وكل القرارات المستندة على حقائق تاريخية!!

يرى الهدمي أن العالم يجب ألا يسكت، لأن هذا المقترح سيدخل حيز التنفيذ عاجلا أم أجلا، ولكن الاحتلال ينتظر الفرصة المواتية لذلك، وهذا الأمر يعني أن الأقصى في مراحله الأخيرة للتهويد.

البث المباشر