قائد الطوفان قائد الطوفان

الخليل القديمة.. جدران مهجورة تنتظر أصحابها ‏

الرسالة نت- رشا فرحات ‏

قبل عام أطلق أهالي الخليل حملة لدعم سكان البلدة القديمة المقيمين فيها، ولدعوة من تركوا ‏بيوتهم ومحالهم التجارية ليعودوا لإحيائها من جديد، في محاولة لمحاربة الاستيطان هناك.‏

ولكن سرعة الاستيطان قلبت حياة أهالي البدلة جحيما، وأصبح الثبات خيالا، والإصرار على الحياة ‏في بقعة صغيرة تقسمها عشرات الكونتينرات والحواجز أصبح مستحيلا، في ظل السيطرة اليومية ‏على مناطق وبيوت وآثار ومبان تاريخية سعيا لتهويد كامل البلدة. ‏

قبل أيام قالت نائب رئيس بلدية الخليل أسماء الشرباتي، إنّ الاحتلال (الإسرائيلي) يهدف إلى ‏الاستيلاء على مبنى البلدية المغلق في البلدة القديمة وذلك ضمن سلسلة ممنهجة للسيطرة على ‏البلدة القديمة.‏

وأوضحت الشرباتي أن الاحتلال وضع إخطاراً أمام مبنى بلدية الخليل، طلب فيه إخلاء المبنى ‏بعد 45 يوما من تاريخه، لافتة إلى أن البلدية تقدمت باستنكار واعتراض على طلب الإخلاء ‏والتهجم على الموظفين الذين حاولوا فتح المبنى ومباشرة العمل فيه في السنوات السابقة.‏

ويستخدم الاحتلال أسلوب الحصار مع أهالي وبيوت البلدة القديمة، فإن لم يصادر هذا البيت ‏استخدم أسلوب الحصار من خلال الحواجز، ومنع حرية التنقل والخروج أو الدخول للبلدة القديمة، ‏حتى أصبحت المنطقة عبارة عن بيوت مهجورة.‏

سياسة الفصل العنصري التي اتبعها الاحتلال في المدينة القديمة ما بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي ‏ازدادت إرهابا على يد المستوطنين، فيتعرض سكان البلدة القديمة للاعتداء من سكان البؤر ‏الاستيطانية بالسلاح والتهجير.‏

عثمان أبو صبحة الباحث المختص بالاستيطان في مدينة الخليل قال في مقابلة مع (الرسالة) إن ‏المنطقة المستهدفة تقع بالقرب من مبنى البلدية في البلدة القديمة المغلقة تماما والتي تمت ‏مصادرها تقريبا، والاحتلال يسيطر عليها بشكل كامل من خلال أربع بؤر استيطانية وحتى البيوت ‏المملوكة هناك لفلسطينيين هجروها بسبب سياسة الاحتلال، ومن تبقى هناك فهو يعاني من ‏الحصار المفروض عليها بشكل غير مباشر.‏

ويضيف أبو صبحة: "أحتاج إلى تصريح لدخول الخليل بالإضافة إلى الوقوف على 120 حاجزا ‏للوصول إلى أقاربي الذين يسكنون في البلدة القديمة، هناك أربعون ألف مواطن فلسطيني ‏محاصرون، و4000 جندي يعملون على حراسة 500 مستوطن يعيشون في هذه البؤر!!" ‏

ويوضح أبو صبحة أن المنطقة مقسمة لــ ‏H1 – H2‌‏   وتحتل ‏H2  20%‌‏ من مساحة البلدة القديمة ‏وهي منطقة يسكنها مستوطنون ويدخلها السكان العرب من خلال أرقام، قائلا: "لو أردت زيارة عمي ‏في البلدة القديمة أحتاج لتصريح بالإضافة إلى أن الاحتلال أغلق 512 محلا تجاريا بأمر ‏عسكري، و1100 محل أغلقها أصحابها بسبب سياسة التطفيش والحواجز ونقص الخدمات وعنف ‏المستوطنين.‏

كل ما سبق جعل المدينة القديمة مسجلة كمدينة منكوبة من وجهة نظر أبو صبحة.‏

وفي منطقة تل الرميدة الواقعة على أحد المرتفعات في الخليل يبدو الوضع أكثر إجراما، وكأنها ‏أصبحت دولة وحدها اختصها الاستيطان مبكرا لنفسه، رغم إصرار سكانها على البقاء عنادا ‏وثباتا، رغم معاناتهم بدون خدمات صحية ولا مدارس، كما يقول أبو صبحة فقد بدأ فيها الاستيطان ‏منذ عام 67 من خلال مستوطنة وهي واحدة من 5 مستوطنات (إسرائيلية) أقيمت في قلب البلدة ‏القديمة في الخليل ومحيطها القريب في نفس العام، منها مستوطنة "كريات أربع" ومستوطنة الحي ‏اليهودي، ومستوطنة بيت هداسا (الدبويا)، وبيت رومانو (مدرسة أسامة بن منقذ)، ومستوطنة ‏أبراهام أفينيو (في حي الحسبة/سوق الخضار).‏

‏وهذا واقع مليء بالتشريد وحياة علقها الاستيطان في المنتصف، جعلت السكان محاصرين ‏مقطوعين في الأزقة المغلقة بالحواجز ليس لهم خيار سوى الهرب أو الثبات، والثبات أعظم.‏

البث المباشر