شكلت حالة المقاومة والكمين المُحكم الذي وقعت فيه قوات الاحتلال (الإسرائيلي) صباح اليوم في مخيم جنين، صدمة كبيرة ومفاجئة للمنظومة الأمنية (الإسرائيلية) بعد إصابة 6 جنود بعضهم بجراح حرجة نتيجة تفجير مدرعة عسكرية خلال اقتحام المخيم.

ويمكن القول إن تكتيك المقاومة بالاشتباك وتفجير العبوات لم يستخدم للمرة الأولى ضد جيش الاحتلال خلال اقتحاماته لمناطق شمال الضفة، لكن القوة التفجيرية والنوعية التي أدت لتدمير المدرعة العسكرية وأصابت الجنود فيها كانت غير مسبوقة، بحسب اعتراف وسائل اعلام الاحتلال.

وذكرت القناة 12 العبرية، بأن المقاومون استخدموا عدد كبير وغير معتاد من العبوات ضد جنود الاحتلال في جنين، إحداها أصابت الجزء السفلي لمركبة مصفحة وأدت لإصابة الجنود الستة، كما علقت مركبات أخرى ما استدعى إحضار قوات كبيرة إضافية لإنقاذهم.

ولأول مرة منذ 20 عاما استخدم جيش الاحتلال الطيران في قصف عدد من المقاومين في مخيم جنين، في تغير واضح لسياسة الاحتلال ضد مناطق الضفة، فيما هدد وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش بشن عملية واسعة النطاق شمال الضفة.

واستُشهد 3 مواطنين وأُصيب العشرات، صباح اليوم، في اشتباكات مسلحة اندلعت مع قوات الاحتلال أثناء اقتحامها مخيم جنين شمال الضفة الغربية، فيما أصيب 6 جنود (إسرائيليين) بعضهم بجراح حرجة، وأعطبت آليات عسكرية للاحتلال خلال كمينٍ للمقاومةِ.

وتشهد مناطق شمال الضفة تصاعد في العمل العسكري المسلح ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه إذ نفذ المقاومون 1025 عملًا مقاومًا؛ خلال شهر مايو/ أيار الماضي، تصدرتها محافظة نابلس بواقع 225 عملًا تلتها الخليل بـ 148.

ووثق مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" في تقرير نشره أمس الأحد، تفجير عبوتين ناسفتين، وعملية إلقاء زجاجات حارقة، وتصدي لاعتداءات المستوطنين وتحطيم مركبة لهم، إضافة إلى 11 نقطة مواجهة، بينها 6 عمليات إطلاق نار ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) علاء الريماوي أن ما جرى في جنين حرب حقيقية وتفجير غير مسبوق فاجئ جنود جيش الاحتلال الذين وقعوا في كمين مُحكم أوقع فيهم إصابات مُحققة.

ويوضح الريماوي في حديثه لـ (الرسالة) أن منظومة الاحتلال الأمنية تلقت صدمة عسكرية موجعة ما دفعها إلى استخدام قوة مفرطة من خلال استخدام القصف بالطيران لأول مرة منذ عشرين عاما، وبات هناك تحريض (إسرائيلي) سيدفع الجيش إلى محاولة فرض معادلة جديدة في جنين.

ويبين أن الاحتلال (الإسرائيلي) ينظر إلى منطقة شمال الضفة بأنها باتت مصدر قلق وتحدي له، وخاصة مدينة جنين التي تضم أكثر من 150 مسلحا ويعتبرها نقطة ارتكازية تستند إليها كل المجموعات المقاومة.

ويشير الريماوي إلى أن الاحتلال اتخذ قرار بعد إصابة جنوده بالاستمرار في عملية ضاغطة ومتواصلة ومستمرة في منطقة جنين بعد استخدام الطيران والزج بأعداد كبيرة في محيط مخيم جنين.

ويلفت إلى إمكانية تصاعد الأحداث والتي قد تنقلب إلى عملية عسكرية مؤقتة تستمر عدة أيام من أجل محاولة استعادة الهدوء في مناطق شمال الضفة المحتلة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن ما حدث اليوم في جنين هو صورة مصغرة لما قد يحدث مستقبلا، لا سيما أن المقاومة في حالة تطور متواصل والدليل إصابة 6 جنود وردة الفعل بالقصف بالطيران الحربي لأول مرة.

ويقول الصواف في حديثه لـ (الرسالة):" المقاومة تمكنت من إيلام جيش الاحتلال وما لديها سيرهق العدو وسيجعل الاحتلال يفكر ألف مرة قبل الاقدام على أي اقتحام ضد مدن الضفة، لا سيما أن المقاومة بدأت تنتعش بالضفة.

ويوضح أن هناك عوامل ساعدت في نمو وتطور حالة المقاومة وهي أن وإرادة المقاومة بات أقوى وأكبر، وأيضا الحاضنة الشعبية التي تقف لجانب المقاومة وتحميها وهي العنصر الأهم والأبرز والذي يجعل المقاومة أكثر ثقة في الاستمرارية والتطوير.