رأى مراقبون سياسيون وأمنيون أن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) لجأ لعمليات الاغتيال باستخدام طائرات مسيرة من الجو بسبب فشله في مواجهة المقاومين على أرض الميدان.
وأكد المراقبون أن الضفة لم تعد كما كانت عام 2002، وأن ما حدث مؤخراً في جنين وعملية القسام قرب رام الله، شكل نقطة تحول وتحدياً أمام عمليات الاقتحام التي تنفذها قوات الاحتلال.
واستشهد عدد من المقاومين في جنين، إثر قصف نفذته طائرات الاحتلال استهدف سيارتهم قرب مدينة جنين.
المقاومة تتصاعد بالضفة
ويرى اللواء محمد لافي الخبير الأمني، أن استخدام الاحتلال للطائرات المسيرة في استهداف المقاومين بالضفة، أثبتت أن طبيعة المواجهة مع العدو في الضفة تتصاعد، من خلال استخدام الأدوات القديمة التي حاولت أن تحلّ بدل منها عمليات التنسيق الأمني والجهد الاستخباراتي.
وقال اللواء لافي: "إن استخدام الطائرات والقتل دون محاكمة هي بالتأكيد مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية، ويشير إلى فشل كبير في هذا الجانب".
وأكد أن عملية استخدام الطائرات ناتج عن اجتماع المجلس الأمني الطارئ الذي عقد بالأمس بعد عملية "عيلي" فالمقاومة في الضفة ستتصاعد بشكل أفقي ورأسي.
وأضاف اللواء لافي: "ما فشلت فيه طائرات الاحتلال من استهداف المقاومين في غزة قبل فترة سابقة، بالتأكيد سيفشل في الضفة الغربية ولكن من هذه اللحظة إلى الفشل سيكون هناك عملية اكتساب مهارات وأدوات والكثير من العمل المقاوم".
وقال الخبير الأمني: "إن فشل التنسيق الأمني في منع المقاومة المتصاعدة في الضفة، واستخدام الطائرات يشير إلى الفشل في اعتقال المقاومين لأن عملية اعتقال المقاومين أفضل من الناحية الأمنية؛ حتى يتم التعرف على بقية الخلايا".
ويتيح استخدام أدوات بدائية في تصنيع العبوات المتفجرة، مجالاً أوسع للمواجهة قد يجبر الاحتلال على بداية نهاية التوغل البري في الضفة الغربية.
ويستدعي الواقع الجديد، أن تكون المقاومة أكثر استعداداً وحذراً، وألا تترك جنين وحدها وأن تكون كل المناطق في حالة استنفار ومواجهة.
الاحتلال يدرك حجم الخسائر
محمد القيق الكاتب السياسي، يرى أن استخدام الطائرات في الاغتيال، يعني ميدانياً أنه لم يعد قادرا على المناورة والدخول بسلاسة كما كان سابقاً لأنه يدرك أن حجم الخسائر سيكون كبيرا خاصة في صفوف اليمام والنخبة لديه.
وقال المحلل القيق: "هو انتقل في المعادلة مع المقاومة في تغيير قواعد اللعبة التي أعلنت عنها (إسرائيل) بالأمس أنه دخل لمرحلة ثانية وهي القصف".
وأضاف: "هذا يعني أنه سيذهب باتجاه الاغتيال السياسي أيضاً لاحقاً في الضفة الغربية وهذا مشهد يريده في فصل الجبهات ويتعامل مع الجبهة الواحدة الضفة الغربية منعزلة عن الجبهات الأخرى، هذه سياسة (إسرائيل) وسياسة المقاومة هي توحيد وتكاتف الجبهات.
وأشار إلى أن هذا يعني أننا دخلنا مرحلة سيكون فيها انعكاس مباشر على السلطة الفلسطينية وضعف دورها الأمني لأن الجريمة (الإسرائيلية) على يد المستوطنين الذين هم ذراع للجيش يدمرون الحياة المدنية ويستهدفون الحاضنة الشعبية وعلى يد الطائرات وقوات الجيش مباشرة تواجه المقاومة لذلك السلطة بات دورها أضعف.
وأكد القيق أن الردع الفلسطيني الذي تعود عليه الشارع الفلسطيني لم يطل في المرات السابقة وبالتالي الساعات القادمة تفتح ملفاً جديداً على وقع هذا المستوى الثاني في التعامل من حكومة نتنياهو.
وأمام استبسال المقاومة في جنين ونابلس بالتصدي لجيش الاحتلال باستخدام العبوات المتفجرة وإطلاق النار بالوقت الذي فشلت نخبة الجيش (الإسرائيلي) بالدخول لمدن الضفة.. فهل تنجح مقاومة الضفة بمناورة سلاح جو الاحتلال وإفشال عملياته؟