في جريمة جديدة تضاف إلى السجل الحافل بالجرائم والإرهاب لدى العدو الصهيوني أقدم مساء اليوم على قصف جوي لسيارة مدنية تتبع للمقاومة الفلسطينية قرب حاجز الجلمة، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها على تنفيذ قصف من الجو عبر طائرة منذ عام ٢٠٠٥م، حيث كانت المرة الأخيرة التي قصف فيها العدو الصهيوني من الجو بواسطة أباتشي استهدف فيها ثلاثة من مجاهدي القسام في سلفيت محمد عياش، ومحمد مرعي، وسامر دواهقة.
وذلك، في رسالة منه لإخافة المقاومة في الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص في جنين، ظاناً أنه يستطيع إعادة الردع الذي تآكل على أيدي الأبطال، ولرسم صورة في عقل الفلسطيني بأن يد الجيش طويلة، وأنها قادرة على الوصول لأي مقاوم بأي طريقة، وبأي أسلوب كان، ولكنه لم يعلم بأن تنفيذ هذه الجريمة من الجو تعبيراً عن الضعف الذي يعتري الجيش وقيادته الهزيلة، وخوفاً من المواجهة مع الأبطال الذين أعطبوا ٧ آليات مؤخراً في جنين، وأوقعوه في كمين محكم.
الجدير ذكره أن العدو الصهيوني، وبعد عملية عيلي التي نفذها المجاهدان القساميان مهند شحادة، وخالد صباح قد أصابت قيادته بالذهول من المهارة العالية التي أبداها القساميان في موقع العملية، ومن اختيار المكان في ذروة الاستنفار الأمني والعسكري للعدو، وباعترافه أن العملية قد وقعت دون وصول لأي انذار أو بلاغ لدوائر الأمن والاستخبارات ما أدى إلى احراجهم أمام جمهور المستوطنين، كان لا بد من إعادة الهيبة التي مزقها القساميان دون رحمة، ولا هوادة.
الحقيقة هو أن فقد الأبطال، والمقاومين في ساحة الضفة هو قاسي ومؤلم، وخصوصاً إذا كان الاستهداف من الجو، فإن هذه الجريمة ستعمل على:-
إحياء روح الانتقام في نفوس المواطنين عموماً، وفي نفوس المقاومين على وجه الخصوص، لأن مشاهد الأشلاء لها وقع على النفس كبير، مما يبعث الانتقام من العدو بأي صورة كانت.
هذه المشاهد والصور ستعمل على استنهاض الشباب في الضفة، والقدس، والداخل، وستعمل على انخراط عديد الشباب في صفوف المقاومة بكل الأدوات والوسائل.
ستزيد من الحرص والانتباه الشديدين لدى عناصر المقاومة، مما يؤدي إلى تصعيب المهمة على العدو الصهيوني في المرات القادمة.
ولأن الجريمة التي أقدم عليها العدو الصهيوني هي تغيير لقواعد اللعبة في الضفة الغربية، وتحديداً جنين، عبر الاستهداف من الجو للخلايا المسلحة، والعناصر الفاعلة في الميدان يقودنا ذلك إلى دلالتين :-
الأولى: إقدام العدو الصهيوني على الاستهداف من الجو هو خوفه الشديد من العبوات التي ذاق بأسها في جنين، والتي أعطبت ٧ آليات، وأصابت ٦ جنود إحداها خطيرة.
الثانية: هو فقده السيطرة على الأرض، والتي كانت في السابق مهمة سهلة يدخل، ثم يقتل، ثم يخرج دون اصابات أو خسائر، حيث أن هذه الدلالة مهمة استراتيجياً لأن هذا الفعل من العدو يدل على أن جنين أصبحت بؤرة آمنة نسبياً للانطلاق منها، وانضمام مناطق أخرى لتصبح بؤر آمنة للانطلاق مما يُشكل اتساع لرقعة المناطق التي تستعصي على العدو وصولاً لكنس العدو الصهيوني من الضفة الغربية، وهي أولى مراحل التحرير بإذن الله.