يهدف عملية الاحتلال في جنين لجس نبض قوة المخيم، ودرجة الدعم التي تحوز عليها، مع امتصاص الردود حول ذلك، خاصة اتساع رقعة المواجهة، وإمكانية دخول ساحات أخرى مثل لبنان وغزة، وإمكانية تنفيذ عمليات ضد المستوطنات في الضفة الغربية، أو الداخل المحتل.
حالة التماسك للمقاتلين في المخيم عالية جدًأ، ويديرون المواجهة بحالة من الاتزان، في مواجهة حالة ارباك للجيش الإسرائيلي الذي زج 1000 جندي وعدد من الوحدات القتالية والطائرات لتنفيذ العملية، كذلك الخشية من خروج مشاهد تفجير للدبابات والاليات الاسرائيلية كما حدث قبل أيام.
تحمل جنين رمزية خاصة في العمل المقاوم، خاصة ما حدث عام 2002، وأن الاحتلال بعد 20عامًأ، لم يتمكن من انهاء هذه الحالة التي تفجرت قبل عام ونصف في أعقاب معركة سيف القدس، وتطور امكانياتها بشكل واضح.
سيحاول الاحتلال انهاء العملية سريعًأ لكن بصورة نصر بأي شكل، وضمان عدم اتساعها، خشية تدهورها، إضافة لإمكانية خروج قتلى من جنود الاحتلال، وبذلك يفشل نتنياهو من إرضاء المستوطنين والمتطرفين الذين يصرخون باستمرار خلال الأيام الماضية نتيجة تطور المقاومة، وخاصة تجارب اطلاق الصواريخ، وخشية تحول جنيين في الشمال، لنموذج غزة في الجنوب.
الساعات القادمة قادرة على حسم الاتجاه، نحو انسحاب الاحتلال والاكتفاء بما حدث، أو الانزلاق في الوحل الذي سيقود نحو تصاعد العمل المقاوم، خاصة في حال ارتكاب الاحتلال مجازر، وارتقاء مزيد من الشهداء والجرحي.