شنت قوات الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية هي الأعنف منذ 2022م على مخيم جنين شمال الضفة المحتلة، وأطلقت على العملية الحديقة والمنزل، وتشمل دخول آليات عسكرية وقوات جوية وبرية وسايبر إلى المدينة، فخلال العشر ساعات الأولى من العملية نفذت خمسة عشر غارة جوية أسفرت عن سقوط 9 تسعة شهداء وأكثر من خمسين جريح حتى اللحظة، فما هي أهداف العملية، وهل سينجح الاحتلال في تحقيقها؟
إن أبرز الأهداف للعملية هو استعادة وترميم الردع المتآكل للاحتلال في المنطقة، فقد بدا واضحا خلال العام المنصرم كان تجرؤ واضح من قبل المقاومة لقصف الكيان الصهيوني من غزة وجنوب لبنان و اختراق المضادات الأرضية السورية للأجواء، وعملية الحدود المصرية التي نفذها محمد صلاح ، أضف إلى ذلك الخسائر التي تكبدها العدو جراء العمل المقاوم، والحالة النضالية التي شكلتها جنين ونابلس في الضفة المحتلة، فقد صرح قادة الاحتلال أنهم لن يسمحوا لتمدد حالة المقاومة في جنوب الضفة المحتلة، و سيمنعوا بكل الطرق أن تنتقل تجربة غزة في الإعداد والتصنيع للضفة، مما يؤكد أن الاحتلال فقد منظومة الردع على جميع الجبهات.
الكيان الصهيوني يدرك أن المقاومة ستواصل تطوير قدراتها ومراكمة الخبرات وما المسألة الا مسألة وقت لذلك فهو يحاول تفكيك البنية التحتية للمقاومة وتنفيذ استراتيجيته الدائمة بجز عشب المقاومة واستنزاف قدراتها من خلال العمليات العسكرية المتكررة.
أما الهدف الثاني لهذه العملية هو ترميم شعبية الائتلاف الحكومي المتطرف برئاسة نتنياهو والتي أثبتت استطلاعات الرأي تراجع في شعبيته لصالح المعارضة برئاسة لبيد، واسترضاء أطراف الائتلاف بن غفير وسموتريش المعترضين على تعامل نتنياهو مع الحالة في الضفة، ومطالبهم باجتياح الضفة واسقاط السلطة وتشكيل ادارة مدنية في كل محافظة، والتوسع الاستيطاني واستقطاب الاف المهاجرين الصهاينة.
إن هذه العملية ما هي الا جولة من جولات الصراع لن تنهي حالة المقاومة في الضفة المحتلة، وخير دليل على ذلك أن الاحتلال أعلن بعد عملية السور الواقي القضاء على حالة المقاومة في الضفة وخاصة جنين، لتعود الضفة وعلى رأسها جنين بعد سنوات قليلة أكثر قوة وصلابة وتقود العمل النضالي وتنفذ أكثر من خمسين عملية خلال العام الماضي، إن التجارب التاريخية أثبتت أنه كلما زاد العدو في طغيانه كلما زادت شراسة المقاومة، وأن الشعوب المحتلة تلتف حول قضاياها بإيمان عميق كلما شعرت بخطر يهدد بقاؤها وهويتها، ومحاولات طمس هويتها، ومصادرة حقوقها لذلك كله فإن المقاومة ستستمر وتتصاعد، حتى وإن مرت بمراحل وفترات من الركود والتراجع و خفض لوتيرة الصراع المفتوح مع هذا العدو.