قائد الطوفان قائد الطوفان

خلال العدوان... التحام أهالي جنين يدحر الاحتلال عن المخيم

غزة – مها شهون

منذ اللحظة الأولى من شن العدوان على مخيم جنين، خرجت قصص التضامن والتكافل فيما بين سكانه، لاسيما حين هدد الاحتلال عشرات العوائل بهدم بيوتهم، فسرعان ما استقبلتهم العائلات للإقامة حتى إيجاد مأوى لهم أو العودة لبيوتهم.

ليس هذا فحسب، فمن ترك بيته مرغما لم يأخذ معه شيئا، وأبقى ما به من مال ومونة لمساندة المقاومين في حال وصلوا إليه.

وكانت قوات الاحتلال، قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، منذ فجر اليوم الإثنين، بقصف منزل وسط مخيم جنين، كما قصفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه.

التكافل وقت الشدة عادة فلسطينية تظهر معادن الناس وأصالتهم عند تقديم المساعدات والمأوى دون مقابل، فوقت المعركة جميع البيوت هي مأوى للمهجرين، فتلك العادة مترسخة لدى الشعب الفلسطيني كونه تعاقب عليه عبر الأزمنة أكثر من احتلال وكانت أشد مرة وقت النكبة الفلسطينية 1948 حين اقتحمت العصابات الصهيونية المدن والقرى فقتلت وشردت المئات من العوائل.

وتجدر الإشارة إلى أنه وصل عدد السكان النازحين من مخيم جنين حوالي 4 الاف فلسطيني.

شكل التضامن مع أهالي مخيم جنين

بمجرد أن حدد الاحتلال البيوت التي ينوي قصفها في مخيم جنين، سارع الناس خارج المخيم لفتح بيوتهم وما يملكون للنازحين وكما قدموا المساعدات كل حسب طاقاته.

عبر الفيسبوك ومنذ اللحظة الأولى للعدوان على مخيم جنين كتب حمودة الشافعي صاحب شركة الوفاق:" سنشطب ديون الغارمين اكراما لدماء جنين الزكية".

فيما وضع مخبز وحلويات القدس في جنين ربطات الخبز في أكياس بلاستيكية على باب المخبز وكتب عبارة " لأي حد محتاج يأخذ على بيته ويطعم عياله".

وأكثر المواقف التي لامست قلوب أهالي مخيم جنين والعالم بأسره هي ورقة علقها صاحب بيت في المخيم، قبل أن يرحل لحماية عائلته من القصف والاقتحام وكتب فيها:" الأكل والمونة في الدار وفي البراد باب خلفي بيطلع على حوش جيرانا لو بدكم تنسحبوا فداكم الدار طوبة طوبة المهم تظلكم بخير، في 700 شيكل في الفريزر لو لزمكم مصاري الله يحميكم".

ومن المواقف التي تكررت وشجعت العشرات من أصحاب البيوت خارج المخيم هو ما نشره عادل مفيد " مسا الخير.. دام عزك يا بلد الناس فيها الخير (..) عندي بيتين في منطقة عرانة مستعد لاستقبال أهالي المخيم، وداري جاهزة ومفتوحة ومعي سيارة بروج أجيب أي حد محتاج سكن أو مقطوع".

وفي منطقة الزبابدة، سابق الوقت عدد من متطوعي كنيسة "سيدة الزيارة" لتهيئة مرافقها لاستقبال النازحين من مخيم جنين، وتوفير مكان للمبيت لهم والمؤونة من طعام وشراب.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه بمجرد إعلان الكنيسة فتح بابها على مصراعيه للنازحين، فإن أهل البلدة عرضوا مساعدتهم للمساهمة بمساعدات عينية ومادية.

ولجأ عدد من العائلات إلى ساحات المستشفيات في المدينة والبعض الآخر لم يستطع إخلاء المنازل بسبب الحصار المفروض على المناطق ووجود بعض الحالات المرضية فيها.

يذكر أن قوات الاحتلال حاصرت مخيم جنين، الذي أنشئ في 1953 ويسكنه نحو 12 ألف مواطن، منذ الساعة الواحد والنصف من فجر يوم الإثنين، استهدفت خلالها عددا من المنازل بالصواريخ التي أطلقتها طائرات مسيرة، إضافة الى مشاركة أكثر من 200 آلية عسكرية.

البث المباشر