قائد الطوفان قائد الطوفان

العصف المأكول.. معركة نوعية وجرح غائر في ذاكرة (إسرائيل)

الرسالة نت- خاص

تمر الذكرى التاسعة لمعركة العصف المأكول التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة كتائب القسام ضد (إسرائيل) لمدة 51 يوما.

شكّلت "العصف المأكول" معركة ذات طابع خاص، خصوصا أنها حملت الكثير من المفاجآت العسكرية، واعتمدت فيها قيادة المقاومة التكتيك العسكري القائم على مباغتة العدو.

صرّح قائد هيئة الأركان في كتائب القسام أبو خالد الضيف بعد يوم واحد من تنفيذ نخبة القسام عملية الإنزال خلف خطوط العدو في موقع "ناحل عوز" شرق حي الشجاعية خلال المعركة: "لقد آثرنا مواجهة وقتل العسكريين وجنود نخبة العدو على مهاجمة المدنيين في قرى الغلاف، في الوقت الذي يلغ العدو المجرم في دماء المدنيين ويرتكب المجازر ويمسح أحياء بكاملها ويهدمها فوق رؤوس أهلها".

 معركة نوعية

المختص في الشأن السياسي، عبد الله العقاد، أكد أن معركة العصف المأكول أبرزت التطور الكبير للقوة الصاروخية للمقاومة في غزة.

وقال العقاد في حديث لـ "الرسالة نت" إن المقاومة استخدمت أساليب عدة من سلاح البر والبحر والجو، "ودخلت للعمق الصهيوني ولقّنت العدو درسا قاسيا في الاشتباك من نقطة صفر والتسلل خلف خطوط العدو".

وأوضح أن ذلك يأتي في صورة مهينة للاحتلال وخصوصا الدخول لموقع "ناحل عوز" الذي أظهر الصورة الضعيفة لجنود الاحتلال.

وأوضح العقاد أن المعركة أسست لخطوات مهمة، في أن اجتياح قطاع غزة بريا مستحيل على الاحتلال وهو ما دفعه للخداع في الاجتياح البري خلال معركة "سيف القدس".

وأشار إلى أن ذكرى معركة العصف المأكول تأتي بالتزامن مع انتصار المقاومة في جنين، "وكأن التاريخ يريد القول إن ما حدث في غزة قبل قرابة عقدين من الزمن يمكن تكراره حاليا في جنين".

وشدد على أن معركة العصف المأكول أبقت على الجرح مفتوحا في المجتمع الصهيوني خصوصا مع الإبقاء على الجنود الأسرى في المعركة هدار غولدين وشاؤول أرون في قبضة كتائب القسام في انتظار صفقة "وفاء أحرار 2" ترغم الاحتلال على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

ورعت كتائب القسام هذه العمليات وأدارتها لحظة بلحظة خلال سير المعركة، ما شكل للاحتلال وجنوده حالة من الصدمة من تطور المقاومة ومزجها للأساليب المختلفة من ضرب الصواريخ وعمليات الإنزال والهجوم البشري الخاطف.

المختص في الشأن العسكري، محمد أبو هربيد، أكد أن الاحتلال كان يريد تحقيق الكثير من الأهداف خلال معركة العصف المأكول وفشل فيها جميعا.

وقال أبو هربيد في حديث لـ "الرسالة نت": "ركّز الاحتلال بنك أهدافه بشكل كبير على ضرب المنظومة والسيطرة والتحكم وشبكة الاتصالات ومخازن الصواريخ وهذا لم يتحقق.

وأشار إلى أن المقاومة أبدعت خلال هذه المعركة في مفاجأة الاحتلال عبر عدة عمليات نوعية، "(فإسرائيل) حاولت نقل المعركة داخل قطاع غزة ولكن المقاومة أجبرتها على الدفاع داخل أراضيها عبر التسلل خلف خطوط العدو".

وأضاف: "هذا ما دفع (إسرائيل) للتراجع عن أهدافها المعلنة وقتها، وبالتالي كان انتصارا كبيرا للمقاومة رغم الدمار الكبير الذي تعمده جيش الاحتلال للخروج بصورة نصر وهمية".

ولفت أبو هربيد إلى أن ذكرى معركة العصف المأكول تأتي بالتزامن مع ما يحدث في جنين

فكانت غزة نموذجا جيدا للمقاومة في الضفة.

ولفت إلى أن المقاومة التي تجري في الضفة تعلم جيدا أن غزة هي سند لها بما يحقق وحدة الساحات.

البث المباشر