كل شيء كان خاطفا وسريعا، مجريات العملية ذاتها، توقيتها كرد سريع على العدوان (الإسرائيلي) في جنين، كذلك إعلان كتائب القسام تبنيها للعملية، لكن المثير أكثر كان مكان العملية، إذ وقعت في مستوطنة "قدوميم" التي يسكنها وزير المالية الصهيوني المتطرف "سموتريتش".
بيان القسام، حمل رسالة لذلك الأرعن، فقالت مخاطبة "سموتريتش" إن القسام كاد أن يطرق عليك باب بيتك، وفي ذلك تأكيد على حجم الخرق والفشل الأمني للعدو، مقابل النجاح الأمني للمقاومة الفلسطينية.
العملية التي شفت صدور أهالي جنين وفلسطين وقتل فيها مسؤول أمني وجرح جندي آخر، حملت العديد من الرمزيات اللافتة، إذ إن اسم الشهيد (أحمد ياسين) على اسم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وقد ولد الشهيد عام 2004 بعد اغتيال الشيخ رحمه.
والشهيد المشتبك من عائلة مناضلة، وهو ابن عمة الشهيد القسامي معتز الخواجا منفذ عملية تل أبيب، وهو من الجيل الجديد في الضفة الذي ترعرع وتربى على العزة والكرامة ورفض الذل والخضوع للمحتل ومستوطنيه.
ابن القسام أحمد ياسين غيظان، استجاب سريعا لدعوة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيخ صالح العاروري خلال لقاء مع قناة المنار، لمعاقل الأبطال والمجاهدين والمقاومين في كل محافظات الضفة، قائلا: ادخلوا المعركة وصعدوها كما حدث في جنين وأكثر.
كما جاءت عملية "قدوميم" بعد يومين على عملية "تل أبيب"، والتي تبنتها أيضا كتائب القسام ، وقد توّجتا انتصار جنين، وهما فاتحتا الرد على الاجتياح وجرائم الاحتلال.
وتمثل العملية صفعة قوية لحكومة العدو التي جرّت أذيال الهزيمة في جنين، وتؤكد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في ردع ووأد المقاومة في الضفة، فلا يزيد الاجتياح والعدوان المقاومة إلا عنفوانا وتمددا وتوسع رقعتها.
وفيما يبدو أن القسام تخفي في جعبتها المزيد من المفاجآت، وستظل تتحفنا بعملياتها البطولية، على غرار عمليات حوارة وديزنغوف والأغوار وعيلي وتل أبيب وقدوميم، والتي فطس خلالها عدد كبير من الجنود والمستوطنين، وكل ذلك يعني أن شوارع فلسطين ستشهد الكثير من الحلوى التي توزع فرحا وطربا مع أخبار العمليات، وهو ما يتطلب تأجيل برامج الدايت والرجيم.