ناقش باحثون ومختصون في الشأن (الإسرائيلي)، اليوم الأربعاء، الكتاب (الإسرائيلي) "صناعة السياسة في إسرائيل"، والذي ترجمه مركز نفحة للتدريب واللغات والترجمة، بتمويل من مركز المبادرة (الإسرائيلية) فلسطين_ ماليزيا.
جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز المبادرة الاستراتيجية، لقراءة في الكتاب "صناعة السياسة في إسرائيل"، في مقر الحاضنة الماليزية، بمدينة غزة، بحضور باحثين وأكاديميين ومهمتين بالشأن (الإسرائيلي).
الكتاب للكاتبة (الإسرائيلية) دفنا ليآل، ويشرح كيفية صناعة السياسة في كيان الاحتلال (الإسرائيلي)، وماهي العوامل التي تؤثر في صناعتها، أدرجت في أربعة محاور، وهي:" الصراع الإسرائيلي العربي، وخطوط الصدع في السياسة الإسرائيلية، والسياسة_ تحديث الرواية، والمحور الرابع بعنوان كيف يطبخون السياسة".
وتهدف ترجمة الكتاب لوضع المهتمين بالسياسة (الإسرائيلية)، على الطريق الصحيح، لفهم كيف يفكر الساسة (الإسرائيليون)، واستثمار هذه المعرفة لنصرة القضية الفلسطينية.
وقال المختص في الأمن القومي، إبراهيم حبيب، إن اتفاقية أوسلو كانت محل خلاف داخل الأوساط السياسية (الإسرائيلية)، بين مؤيد ومعارض، ومن هنا بدأت فكرة الخلاف الأيديولوجي في التعامل مع القضية الفلسطينية، فخرجت مبادرات عدة للتوصل إلى حل للصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)، لكنها فشلت، كونها قائمة على مسح الوجود الفلسطيني، وعدم إقامة دولة فلسطينية، والتركيز على سيطرة الاحتلال (الإٍسرائيلي) الكاملة على الضفة الغربية المحتلة.
وأكد الباحث وأستاذ العلوم السياسية وجيه أبو ظريفة، أن صناعة السياسة في (إسرائيل) هي صناعة حرفية، ولا تترك للظروف والمتغيرات المحيطة لتشكيلها، وأن من يشكلها هي حزبي اليمين واليسار، لكن بضوابط ومعايير خاصة بكل منهما، وأضاف انه على الرغم من أن 64% من المجتمع (الإسرائيلي) يميني، إلا أن السياسة الطاغية أكثر هي سياسة اليسار القائمة على الانفصال عن الشعب الفلسطيني، جغرافيا وتاريخيا وثقافيا وديمغرافيا وسياسيا، ما يجعل إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا.
وتحدث مدير مركز نفحة والمختص في الشأن (الإسرائيلي)، أحمد الفليت، عن تاريخ الانتخابات داخل الكيان وتأثير فلسطيني الداخل المحتل عام 1948 على نتائجها، كونهم يشكلون ثقلا داخل المدن الفلسطينية المحتلة، ومحاولات المسؤولين السياسيين (الإسرائيليين) لتهميشهم.
وأوضح المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، أن السياسة (الإسرائيلية) من السياسات المعقدة جدا في العالم، لأن تركيبة المجتمع (الإسرائيلي) معقدة وتتكون من دول عديدة وثقافات عديدة، وتركيبة دينية مختلفة، كما تطرق بشارات إلى كيفية استغلال السياسيين (الإسرائيليين) للإعلام الرقمي لبناء سياستهم بناء على التطور التكنولوجي وخاصة في شبكات التواصل الاجتماعي والترويج لأيدولوجيتهم للتأثير على المجتمع (الإسرائيلي).
وقال الأستاذ والباحث أشرف سمور، إن حجم التباين في مواقف المسؤولين (الإسرائيليين)، قبل الانتخابات وبعد الانتخابات، كبير جدا وهو ما ظهر جليا في فشل استمرار الحكومة (الإسرائيلية) وتكرار الانتخابات أكثر من مرة في العامين الأخيرين، ما يعني ضعف وهشاشة الكيان.
وتعمق الباحث ومستشار المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدارسات الاستراتيجية "مسارات"، عماد أبو رحمة، في كيفية صناعة القرارات في مجلس الوزراء (الإسرائيلي) المصغر "الكابينيت"، وقال إن الكابينيت مشكلاته متعددة، ما يجعل السياسة وصناعة القرار أمرا ليس بالسهل.
وفي نهاية الندوة، فتح باب النقاش للحاضرين، لإبداء آرائهم، واقتراحاتهم في كيفية الاستفادة مما ورد في هذا الكتاب لبناء خطوات فاعلة نحو تحرير فلسطين.