لليوم الثالث على التوالي، يواصل شبان قرية كوبر غرب مدينة رام الله، فعاليات الإرباك الليلي، ضد البؤر الاستيطانية المقامة على أراضيهم.
ويأتي استنساخ تجربة (الإرباك الليلي) بعدما أثبتت نجاعتها ضد المستوطنين، واستطاعت أن تلفت أنظار العالم إلى معاناة الفلسطينيين من الاستيطان.
مختصون يؤكدون على ضرورة استنساخ التجربة والعمل على تعميمها، وأنها بحاجة لمساندة رسمية حتى تنجح في جميع محافظات الضفة.
تعميم التجربة
المختص في شؤون الاستيطان، عصمت منصور أكد أن البؤر الاستيطانية تنتشر في محافظات الضفة كالنار في الهشيم، وتحتل مساحات واسعة من أراضي المواطنين وتعمل على التنغيص عليهم عبر قطع التواصل الفلسطيني.
وقال منصور في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتلال يعمل على الإبقاء على مدن وقرى الضفة ككنتونات، "وبالتالي باتت حياة سكان الضفة صعبة ولا تُطاق.
وذكر أن ما يحدث حاليا في قرية كوبر هو أفضل طريقة شعبية للتصدي لهذه البؤر، كما حدث سابقا في جبل الصبيح وقبلها في قطاع غزة.
وشدد منصور على ضرورة تعميم التجربة على جميع البؤر الاستيطانية في الضفة، "والتي من شأنها أن تقلب ليالي المستوطنين إلى جحيم".
وقال: "هذه الخطوات رغم أهميتها لا تكفي، وهي بحاجة لإسناد حكومي رسمي، يزيد من إصرار الفلسطينيين يقوي موقفهم على الصمود".
ولفت المختص في شؤون الاستيطان، إلى أن مضي حكومة اليمين المتطرفة في مشاريع الاستيطان يؤكد أن البؤر ستحتل مساحات أكبر في الضفة والقدس وخلال فترة زمنية قصيرة.
ومنذ العام 1985 أصدر الاحتلال قرارًا عسكريًا بالاستيلاء على منطقة كوبر، إلا أن مقاومة أهالي كوبر ونضالهم منع المستوطنين من ذلك.
والأربعاء الماضي، طرد أهالي كوبر المستوطنين من منطقة (الباطن) جنوب غرب البلدة، بعد أن تسللوا إليها، وأصابوا مستوطنًا بجراح، وأوسعوه ضربًا بالعصي والحجارة.
كما واندلعت مواجهات عنيفة مساء الخميس والجمعة، بين الشباب الثائر من جانب، وقوات الاحتلال والمستوطنين من جانب آخر.
ورغم دعم قوات الاحتلال بكافة الأدوات لهجوم المستوطنين وإصرارهم على إقامة البؤرة الاستيطانية، إلا أن أهالي كوبر مصممون على إفضال مخطط الاحتلال ومستوطنيه في إقامة البؤرة الاستيطانية.
ويتفق المختص في شؤون الاستيطان محمد أبو عودة مع سابقه، في أن فعاليات الإرباك الليلي مهمة ضد مستوطنات الضفة، ولها نتائج على أكثر من اتجاه.
وقال أبو عودة في حديث لـ (الرسالة نت) إن فعاليات الإرباك الليلي يجب أن تكون نهجا شعبيا وإحدى الخطوات المهمة للتصدي للبؤر الاستيطانية في كل مكان.
وأوضح أن فعاليات الإرباك تدفع بالمستوطنين للهرب من البؤر، وتزيد من صمود الفلسطينيين في أراضيهم، محذرا من مخططات خبيثة لزيادة الاستيطان.
وخلال الشهور الأخيرة، زادت حدة مخططات الاحتلال الاستيطانية، ففي النصف الأول، صادقت حكومة الاحتلال على 12855 وحدة استيطانية في النصف الأول من عام 2023.
وتمثل هذه الأعداد من المصادقة على الاستيطان في أراضي الضفة 3 أضعاف جميع الوحدات المصادق عليها عام 2022.