أدانت دول عربية ودولية، اليوم الخميس، اقتحام وزير الأمن القومي للاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك برفقة المئات من المستوطنين المتطرفين؛ إحياءً لذكرى "خراب الهيكل".
واقتحم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير في ساعة مبكرة من صباح اليوم المسجد الأقصى على رأس أكثر من 1700 مستوطن، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، وهو ثالث اقتحام لـ "بن غفير" منذ توليه بداية العام 2023 منصبه في حكومة بنيامين نتنياهو.
وسبق اقتحام "بن غفير" أداؤه بعد منتصف ليل الأربعاء، صلوات تلمودية عند أحد أبواب الأقصى بعدما قاد مسيرة الأعلام الاستفزازية بذكرى ما يسمى خراب الهيكل المزعوم، حيث جابت المسيرة البلدة القديمة وصولاً إلى باب القطانين، أحد أبواب المسجد.
وتعقيبًا على ذلك، أدانت وزارة الخارجية الأردنية اقتحام "بن غفير" للمسجد الأقصى المبارك، محذرة من تبعاته الخطيرة.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، إن اقتحام وزير (إسرائيلي) المسجد الأقصى وانتهاك حرمته، تمثل خطوة استفزازية وخرقًا فاضحًا ومرفوضًا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وأوضح أن استمرار الإجراءات الأحادية (الإسرائيلية) والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها يهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف، مشددًا أنه لا سيادة لـ(إسرائيل) على القدس.
وأكّد "المجالي" أن المسجد الأقصى بكامل مساحته، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون المسجد وتنظيم الدخول إليه.
من ناحيتها، استنكرت وزارة الخارجية المصرية اقتحام "بن غفير" للمسجد الأقصى، داعيةً (إسرائيل) لوقف فوري لهذه التصرفات الاستفزازية والتصعيدية.
وأوضحت أن هذه التصرفات لا تؤدي إلا إلى تأجيج المشاعر وزيادة حالة الاحتقان القائمة في الأراضي المحتلة، محذرةً من العواقب الخطيرة لمثل هذه الممارسات غير المسؤولة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدّدت أنّ الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانيًا ومكانيًا لن تنال من وضعيته القانونية والتاريخية القائمة، والتي تقر بأنه وقف إسلامي خالص ومكان عبادة للمسلمين.
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية السعودية هذه الممارسات الممنهجة تعدياً صارخاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم.
وحمَّلت الوزارة قوات الاحتلال تداعيات استمرار هذه التجاوزات، مطالبةً المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال (الإسرائيلي).
وشدّدت على ضرورة توفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع.
إلى جانب ذلك، استنكرت وزارة الخارجية التركية اقتحام "بن غفير" للمسجد الأقصى المبارك برفقة جماعات المستوطنين المتطرفين، معتبرةً ذلك انتهاكًا للقانون الدولي.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية ندّدت باقتحام مستوطنين بقيادة "بن غفير" ووصفته بأنه "عمل استفزازي وغطاء رسمي لخطط التهويد"، داعيةً إلى تدخل دولي عاجل.
كما أدانت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، اقتحام المستوطنين الجديد للمسجد الأقصى، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على القدس والأقصى.