تجددت مساء اليوم الاثنين، الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوب لبنان، في حين ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 10 قتلى وعشرات الإصابات والنازحين.
وأفاد مراسل قناة المنار اللبنانية، بأن اشتباكات مسلحة تدور في محاور البركسات والطوارئ وحطين جبل الحليب في مخيم عين الحلوة.
وفي وقت سابق، قال أمين سر القوى الإسلامية الفلسطينية، و رئيس "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب، عن اتفاق توصلت له القوى الفلسطينية في مخيمات لبنان، مساء اليوم، يقضي بسحب المسلحين وتثبيت وقف اطلاق النار، وتشكيل لجنة أمنية مشتركة؛ للتحقيق في الأحداث الجارية.
وأوضح خطاب لـ"الرسالة نت" أنّ عنصر سابق بالأمن الوطني اطلق النار السبت الماضي تجاه شاب ينتمي للحالة الإسلامية سابقا ما أدّى لقتله وجرح آخر وإصابة طفلتين، وجرى يوم أمس اغتيال مسؤول الأمن الوطني في عين الحلوة اللواء العرموشي مع 4 من مرافقيه.
وذكر خطاب أن الأطراف الأساسية تريد التهدئة؛ لكن يجري بعض الخرق في الأمر، والآن تم تثبيت وقف اطلاق النار، "ونأمل أن نصل لتهدئة كاملة".
وقال مدير مستشفى الهمشري في صيدا، إن عشرات الإصابات الجديدة وصلت من مخيم عين الحلوة، ليرتفع إجمالي الجرحى إلى 50، فيما ارتفعت أعداد القتلى إلى 10 أشخاص.
وقالت مصادر إعلامية من عين الحلوة، إنّ الاشتباكات بين عناصر من حركة "فتح" وآخرين، تجددت قبيل ظهر اليوم في معظم أحياء المخيم، بعد توقفها لساعات.
وعلى إثر الوضع الميداني المتدهور في مخيم عين الحلوة، أغلق الجيش اللبناني جميع مداخله.
ويوم أمس الأحد، قُتِل قائد قوات الأمن الوطني والمسؤول في حركة فتح أبو أشرف العرموشي واثنين من مرافقيه، في كمين مسلح في المخيم.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس الأحد، تعليق جميع خدماتها في المخيم عقب تصاعد الاشتباكات.
وقالت "أونروا"، في بيان لها، إنّ "الاشتباكات المسلحة تتواصل في المخيم، حيث استُخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل، وأسفرت عن سقوط قتلى، فيما تضررت مدرستان تابعتان لأونروا تستوعبان 2000 طالب".
ودعت الوكالة الأممية جميع الأطراف المسلحة بالمخيم إلى "ضمان سلامة المدنيين وحرمة مباني الأمم المتحدة".
وتأتي هذه الاشتباكات بعد نحو شهرين على اشتباكات مماثلة أسفرت عن مقتل عضو في حركة فتح داخل المخيم نفسه، والذي يعد أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ويعد مخيّم عين الحلوة أكبر المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، ويعيش فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مُسجّلين انضمّ إليهم في السنوات الأخيرة آلاف الفلسطينيّين الفارّين من سوريا، وسط أوضاع معيشية وأمنية متردية.
وثمّة أكثر من 180 ألف فلسطيني مسجّلين لدى "أونروا" في لبنان، ويعيش معظمهم في واحد من 12 مخيّماً رسمياً للاجئين، غالباً في ظروف بائسة، ويواجهون مجموعة قيود قانونيّة.