من الواضح أن الاحتلال ومستوطنيه يشنون حربا طاحنة وغير مسبوقة؛ للسيطرة على سوق القطانين بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، من خلال تصعيد الاقتحامات وتدنيسه واجبار التجار وأصحاب المحال التجارية على اغلاق محالهم بشكل متواصل.
حذرت أوساط مقدسية من مخططات الاحتلال لتهويد سوق القطانين الملاصق للمسجد الأقصى المبارك وتحويله إلى كنيس يهودي.
ويبدو أن محاولات الاحتلال ومستوطنيه السيطرة على السوق يأتي لمكانته الاستراتيجية واطلاله المباشر على قبة الصخرة المشرفة ومكانته التاريخية والعمرانية كونه مسقوف ويسهل إغلاقه وتحويله لمعبد أو كنيس يهودي، ضمن مساعي تزوير التاريخ لصالح الرواية الصهيونية الكاذبة التي تدعي الأحقية بالمسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
وبحسب الموسوعة الحرة ويكبيديا فإن السوق يقع غربي الحرم القدسي الشريف، وملاصق له يمتد من الشرق إلى الغرب وفيه دكاكين يظهر من بنائها أنها ليست قديمة العهد، أما السوق نفسه فهو قديم، وكان على عهد المماليك من أحسن أسواق المدينة وأكثرها ازدحاما وأتقنها بناءً وارتفاعاً.
ويعتبر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن أطماع الاحتلال ومستوطنيه للسيطرة على السوق تأتي من كونه الأقرب لمصلى قبة الصخرة في البلدة القديمة وهو تاريخي ويعتبر المستوطنين السيطرة عليه جزء أساسي من الوصول لأقدس مكان لجبل الهيكل.
ويوضح الهدمي في حديثه لـ (الرسالة) أن الاحتلال والمستوطنين يعتبرون أن قدس الأقداس تحت جبل الهيكل وهو أقرب سوق للأقصى وهناك محاولات عديدة لإجبار التجار وأصحاب الدكانين على إغلاقه والتضييق عليهم واعتقالهم وحصارهم بوقف عمليات البيع والشراء.
وحول إمكانية نجاح الاحتلال بالسيطرة عليه، يؤكد الهدمي أن العدو حقق العديد من النجاحات بالسيطرة على مساحة واسعة من مدينة القدس في ظل التقصير العربي والإسلامي والفلسطيني، وغياب الدفاع الحقيقي والاكتفاء برباط أهل القدس الذي قلل الاحتلال من أعدادهم وأعاق وصولهم للمسجد الأقصى من خلال الحواجز والطرد والابعاد.
ويؤكد رئيس مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، أن الاحتلال يستهدف كل شبر في مدينة القدس وأبرزها المعالم التاريخية والدينية والأسواق في محاولة لتعزيز روايته الكاذبة بأحقيته في المدينة وبناء الهيكل المزعوم.
ويضيف الحموري في حديثه لـ (الرسالة) أن المستوطنين في الفترة الماضية كثفوا من تجمعاتهم واقتحاماتهم وأدائهم لطقوس وصلوات تلمودية في السوق، فيما سيطر بعضهم على بعض المحال والعقارات فيه تحت ذريعة ادعاء الملكية.
ويوضح أنهم يحاولون باستهدافه والسيطرة عليه تزوير التاريخ والماضي كما جرى تزوير قبور لا يوجد لها أساس في مدينة القدس وسوق القطانين بالنسبة لهم عريق وتاريخي عربي إسلامي لذا يحاول الاحتلال إلغاء طابعه بتغيير نقوشه الإسلامية إلى توراتية مزيفة.