قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: سترحلوا طواعية أو قسرا

مصطفى الصواف   

النصر حليف الشعوب، وليس حليف النظم الظالمة الفاسدة، وإرادة الشعوب لا تقهرها قوة ولا تؤثر فيها كلمات عاطفية أو تخوين بالتبعية لأجندة أجنبية، ولا تخيفها تدخلات أجنبية من أمريكا أو إسرائيل، لذلك نقول لكل النظم الفاسدة والدكتاتوريات الحاكمة ارحلوا قبل أن ترحلوا.

لم يكن الطاغية محمد حسني مبارك الرئيس المصري وحده من جر بلاده نحو الكارثة، غالبية النظم العربية التي تشابهت مع نظام مبارك هي أيضا تجر بلادها نحو الكارثة، وعلى الجميع أن يستدرك الموقف وان يعمل على الخروج من الساحة السياسية ويترك الشعب يختار من يقوده في المرحلة القادمة، لا أن يبقى سيفا مسلطا على رقاب الناس، فالديمقراطية لا تعني التوريث ولا تعني الدكتاتورية ولا تعني بقاء الحاكم عشرات السنين.

واليوم نحن هنا في فلسطين نعاني من وضع شبيه بالوضع المصري، لدينا رئيس انتهت ولايته، مفرطا بحقوق شعبه، متعاونا مع أعدائه، ناهبا هو وأباطرة النظام ثروات الشعب الفلسطيني بنفس الطريقة التي استولى فيها مبارك على ثروة الشعب المصري هو وأبنائه وأزلامه.

فهل ينتظر عباس ثورة شعبية تدمر ما تبقى من مقدرات للشعب الفلسطيني أم انه مطالب اليوم بالرحيل أيضا، وترك الشعب الفلسطيني أن يختار قيادته ويحدد نظامه ويعيد وحدته ويوقف هذا الانحدار والانزلاق نحو الهاوية، فماذا سيختار عباس؟، هل سيختار عباس الرحيل الطوعي أو يحتاج إلى ثورة شعبية تقلعه كما قلع الشعب المصري مبارك وحاشيته ونظامه؟.

هل هي اركان سلطته تتهاوي وهاهو بهلوانه يستقبل بعد ان انفضح امره بعد كشف المستور ولم تفلح سياسة الكذب والتضليل في اقناع الناس بأنه صادق ا وان الجزيرة لفقت له هذه الوثائق، واخيرا اعترف بأن الوثائق صحيحة وأم كل ما جاء فيها لم يكن من صنع الجزيرة او حماس وإنما سلمت الوثائق تسليما من مكتبه الى الجزيرة وقد تكشف الايام أن عريقات شريك في تسليم الوثائق للجزيرة والتي دفعت ثمنها ملايين الدولارات، لان عريقات وامثالة لا قيمة للوطن لديهم ولا معنى للشرف عندهم ، والبرجماتية العالية التي تحكمهم تجعلهم لا يتورعون في بيع مستندات ووثائق، فلا استبعد ان يكون شريكا في الامر، فالغابة لديه تبرر الوسيلة.

واليوم وفي محاولة يائسة تخرج منظمة التحرير وتدعو الى انتخابات تشريعية ورئاسية في محاولة للهروب الى الامام واحداث نوع من الجدل السياسي في الساحة الفلسطينية معتقدين ان ذلك بمثابة تلهية للشعب الفلسطيني والتفاف على ما يسعى اليه من التخلص من الفساد ورموز التفريط بالحقوق والثوابت، والشعب يدرك أن من دعا الى انتخابات تشريعية ورئاسية وبلدية هو غير صادق لانه لم يتخذ خطوة نحو تهيئة البيئة السياسية للانتخابات فلا اوقف حملة الاعتقالات ولا افرج عن المعتقلين ولا اشاع اجواء الحرية والديمقراطية، فكيف ستجري الانتخابات؟

لم يعد هناك مجال للمناورة ونحن نعيش مرحلة المفاصلة إما فلسطين وأهلها وحقوقهم وثوابتهم، وإما الرحيل الطوعي او القسري وترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره ويختار مستقبله وفقا لقدراته ورغباته وإرادته.

 

البث المباشر