يعيش العشرات من الأسرى الفلسطينيين ظروفا صحية وحياتية صعبة، بسبب تضيق الاحتلال والعزل الانفرادي والتنكيل الواقع عليهم وحرمانهم من أساسيات الحياة.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها تجاه الأسرى المعزولين في السجون والمعتقلات (الإسرائيلية).
وأوضحت الهيئة أن العشرات من الأسرى الفلسطينيين يعيشون ظروف صحية وحياتية صعبة، بفعل عزلهم في زنازين انفرادية وجماعية، يتعرضون فيها للاعتداءات والتنكيل والسب والشتم، وحرمانهم من أساسيات الحياة والاحتياجات الشخصية كالملابس والأغطية اللازمة في برد الشتاء، بالإضافة إلى حرمانهم من حقهم بالعلاج.
ووفقاً لحسن عبد ربه المتحدث باسم الهيئة فإن هناك تضيق في الزنازين على الأسرى يتمثل بالتفتيش في ساعات متأخرة من الليل وتقييد الأسير في حالة الذهاب إلى الفورة ومنع مقابلة المحاميين وإعطاء عائلاتهم تصريح زيارة في حالات نادرة جدا.
ويقول عبد ربه "للرسالة":" يجدد الاحتلال العزل كل ثلاثة أشهر وينقل الأسرى من سجن لآخر"، لافتا إلى أن الشهادات التي تأتي من الأسرى المعزولين موجعة والمعاملة التي يعاملهم بها السجانين تتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية بل ويحول حياتهم إلى جحيم.
ولفت عبد ربه إلى إن إدارة سجون الاحتلال تنفذ عقوبات مضاعفة بحق الأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن (جلبوع) خلال شهر أيلول/سبتمبر عام 2021، وأعيد اعتقالهم.
وأوضحت هيئة الأسرة في بيان لها أن الأسرى الستة ( محمود عارضة، ومحمد عارضة، وأيهم كممجي، ومناضل نفيعات، وزكريا زبيدي، ويعقوب قادري) لا يزالون حتى اللحظة محتجزين بزنازين عزل تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، عدا عن سلسلة من الإجراءات التنكيلية التي ينفذها الاحتلال بحقهم، كعمليات نقلهم من عزل إلى آخر بهدف إرهابهم واستهدافهم جسديا ونفسيا.
وأضافت أن سلطات الاحتلال صنفت هؤلاء الأسرى كأسرى شديدي الخطورة، ونتاجاً لذلك صعدت من العقوبات المفروضة بحقهم، لا سيما ظروف عزلهم المأساوية والإنسانية، كما أن هناك العديد من الأسرى الذين صدر بحقهم مؤخراً قرارات بتحديد عزلهم كالأسير حسن عرار وشادي العمور وغيرهم.
وأشار عبد ربه إلى أن الأسير يعقوب قادري يعاني من تدهور في وضعه الصحي بعد اكتشاف ورم في جسده ، ولكنه رغم حالته يحرم من العلاج الكامل ويعزل، كما أن زكريا الزبيدي يحتاج لعناية صحية بسبب اصابته أثناء الاعتقال .
وذكر عبد ربه أن الأسرى الستة يعانون منذ عامين متواصلين من القمع في العزل الانفرادي وقد تعرضوا لأزمات صحية ونفسية كبيرة فزكريا الزبيدي فقد شقيقه شهيدا وقد احتجز جثمانه في ثلاجات الاحتلال، وكذلك أيهم كممجي والوضع الصحي للأسير قادري سيء جدا.
ويتفنن الاحتلال بمعاقبة الأسرى في العزل حتى تتدهور حالة الأسرى الصحية في تلك الأجواء اللاإنسانية، حتى يفقد بعض الأسرى صحتهم وقدراتهم البدنية والنفسية والعقلية.
ويتعرض الأسرى في العزل لمداهمات ليلية وحملات التفتيش لبث الذعر والرعب في نفوسهم ثم يستفحل الاستفزاز والمعاملة اللاإنسانية حينما يبدأ التفتيش العاري؛ حيث تقتحم قوة خاصة زنازين الأسرى المعزولين، وتقوم بتعريتهم وتفتيشهم تفتيشاً جسدياً مهينا، وكذلك تفتيش الغرفة والعبث بمحتويات الأسرى واتلافها.
يلفت عبد ربه إلى أن القمع والضرب واستخدام العنف، أمر واقع في أقسام العزل، مثلما حدث مع أكثر من أسير؛ حيث يتم الاستفراد به ، بالإضافة إلى أن الأسرى المعزولين يمنعون من مواصلة التعليم، بل أن الاحتلال يحدد لهم وقت طلب الطعام والماء من ثلاجة القسم في هذه الأجواء الحارة، كما أن نوع الطعام المقدم لهم مختلف ورديء