أخذت تقديرات المؤسسة العسكرية والمنظومة الأمنية للاحتلال (الإسرائيلي) تتصاعد باتجاه تسارع وتيرة إمكانية الذهاب لتصعيد مُسلح وانتفاضة عسكرية ثالثة في الأراضي الفلسطينية والخشية من اشتعال الأوضاع.
وتشير التقديرات (الإسرائيلية) إلى أن انتفاضة فلسطينية ثالثة ستندلع في الضفة الغربية، في ظل تكدس آلاف المسلحين في أنحائها، ورغم مرور عدة أسابيع على انتهاء العدوان على مخيم جنين، فما زالت العملية بنظر الاحتلال بمثابة ترويج صغير لنزاع عسكري واسع النطاق.
ونقل المراسل العسكري لصحيفة (يديعوت أحرونوت) يوآف زيتون، عن أوساط جيش الاحتلال، أنه في الأسبوع الأخير تلقت المخابرات (الإسرائيلية) تذكيرًا آخر بانفجار الوضع في الضفة الغربية، بعد ثلاث هجمات مسلحة، وقعت في غضون يوم واحد.
وبعد أن عملت 13 كتيبة فقط من الجيش بالمهمات الأمنية الحالية في الضفة قبل عام ونصف، تضاعف عدد الكتائب إلى 25 في المتوسط منذ أن بدأت موجات العمليات .
وتحدّثت صحيفة (إسرائيل هيوم) العبرية صباح اليوم عن سيناريو وصل إليها يرسم خريطة التهديدات في مواجهة محتملة، معتبرة أنّ "الحرب لن تكون مؤطره في ساحة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الساحات ومشتركة، بحيث أنّه ليس مستبعداً انضمام غزة وجنوب لبنان أيضاً إلى المعركة".
وأضافت : "سيكون أيضاً على (إسرائيل) التعامل مع عمليات في الضفة الغربية، وقطع طرقات في الساحة داخل الخط الأخضر، وكذلك تهديدات أبعد، ستأتي من إيران أو من دول أخرى في المنطقة".
ويؤكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن ما سبق من خشية للاحتلال من اشتعال الأوضاع، حذر منها ونقلها رونين بار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) (الإسرائيلي)، إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أن تنامي “الإرهاب اليهودي” بالضفة الغربية، يؤجج الهجمات الفلسطينية.
ويوضح مقداد في حديثه لـ (الرسالة) أن ثمة مخاوف تتوارد لدى منظومة الاحتلال الأمنية تكمن في أن حالة الانشغال في المشاكل والاحتجاجات الداخلية حول تعديلات القضاء وما صاحبه من استنكاف العديد من جنود الاحتياط والضباط يؤثر بشكل كبير على إمكانية قدرة الجيش على التصدي لأي مواجهة مقبلة.
ويبين أن التحذيرات تأتي في ظل تزايد وتيرة العمليات وآخرها عملية (تل أبيب) وما سبقها من ارتفاع في وتيرة العمل العسكري وتناميه في مناطق شمال الضفة، إلى جانب تصاعد تهديد الجبهة الشمالية والخشية من اندلاع حرب من حزب الله اللبناني.
ويشدد المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن حالة الانهيار المتواصل لدى السلطة التي يعتبرها الاحتلال ذراع مساند له وعدم سيطرتها على شمال الضفة، يزيد من المخاوف في إمكانية الذهاب لانتفاضة مسلحة وفقدان السيطرة.
ويشير إلى أن صحيفة يديعوت احرونوت تحدثت قبل أيام في تقرير مُطول عن سيناريو الرعب الذي تخشاه المنظومة الأمنية من تفجر الأوضاع وانضمام بعض عناصر السلطة للعمليات المسلحة.
ويلفت إلى أن جميع عوامل الانفجار موجودة في ظل اقتناع منظومة الاحتلال الأمنية أنه لم يتم معالجة الوضع في جنين مما يجعل صواعق التفجير حاضرة.
ويرى الكاتب والمختص في الشأن السياسي و(الإسرائيلي) د. أيمن الرفاتي أن الأحداث في الضفة تعكس حالة التطور الكبيرة في بيئة المقاومة وطريقة عملها خلال العامين الماضيين، في وقت لا تزال تشكّل صداعاً واستنزافاً لجيش الاحتلال بالتزامن مع تنامي المخاطر على مختلف الجبهات.
ويضيف الرفاتي في حديثه لـ (الرسالة) أنه رغم الملاحقة والاغتيال والاعتقال والتنسيق الأمني إلا أن المقاومة لا تزال تشق طريقها لتثبت أن مساعي وقفها أو التخلص منها لن تنجح بعد أن باتت قناعة خالدة في أذهان وعقول الفلسطينيين في الضفة، مما يجعلها أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدها.
ويلفت إلى أن تصاعد العمليات الفدائية سيؤدي إلى استمرار الانتشار المكثف لـ "الجيش" في مناطق واسعة من الضفة، وهذا كله يتزامن مع تنامي المخاطر على مختلف الجبهات، إضافةً إلى تأثير العمليات في الجبهة الداخلية للاحتلال.