قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد تقديم الحصانة وشهادة تقدير

تحليل: امتيازات بن غفير ستزيد إرهاب المستوطنين وستولد انتفاضة

غزة – مها شهوان

 

بشكل جنوني، بات المستوطنون التابعون للعصابات الإجرامية كفتية التلال، يقتحمون بيوت وأراضي الفلسطينيين في الضفة المحتلة ويعيثون فيها خرابا ثم يحرقونها، كل ذلك بتشجيع من الحكومة (الإسرائيلية) المتطرفة التي تشكل سدا منيعا وحصانا قويا لكل تلك الانتهاكات.

وتأتي هذه الاعتداءات والجرائم كجزء من منظومة عمل رسمية متكاملة تشرف على توظيف ميليشيات المستوطنين لتهجير الفلسطينيين وسرقة أراضيهم، في توزيع واضح للأدوار بين المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال، وبين الجمعيات الاستيطانية والمنظمات التخريبية اليهودية. ويهدف الاحتلال لتوسيع سيطرته ووضع اليد على مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية وبشكل خاص في المناطق (ج)، عبر إقامة بؤر استيطانية جديدة وفرض أمر واقع عبر الترهيب بقوة السلاح.

وبشكل معلن يطالب وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، بضرورة توفير الحماية والحصانة للمستوطنين الذين يقتلون الفلسطينيين، كما حدث مع قاتل الشهيد قصي معطان في قرية برقة شرق رام الله قبل أيام.

وخلال تصريحات متطرفة، أعلن بن غفير أن من يدافع عن نفسه من رشق الحجارة يجب أن يُحمى ويحصل على الحصانة وشهادة تقدير، على حد تعبيره.

مواجهة ساخنة

يقول سعيد بشارات المختص في الشؤون (الإسرائيلية)، إن معطيات الواقع وخاصة ما جرى بعد حرق المستوطنين للبيوت في الضفة المحتلة، وقتل مستوطن لطفل فلسطيني في قرية برقة في الضفة الغربية، والطريقة التي تعاملت بها حكومة نتنياهو مع الحدث بكل تفاصيله ولاسيما وزيرها بن غفير، تؤكد أن هناك ما سيغير وجه الشرق الأوسط.

ويرى بشارات أن الضفة الغربية ستشهد حرق عائلات كاملة داخل بيوتها، لاسيما وأن الجهات الأمنية (الإسرائيلية) حذّرت من وقوع ذلك قريبًا في ظل الدعم الهائل الذي تحظى به عصابات التلال اليهودية في الضفة الغربية.

وعن تشجيع بن غفير للمستوطنين بمنحهم حصانة وشهادة تقدير لمن يقتل فلسطينيا، يوضح المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن بن غفير يقود في الوقت الحالي الشرطة (الإسرائيلية) التي تعمل وفق نظام العصابات وخاصة ضد الفلسطينيين، فهو لا يخفي سياسته العنصرية ودعوته لإراقة الدم الفلسطيني بدون أي مبرر.

وأشار إلى أنه بعيدًا عن قائد الشرطة المتطرف الذي يرى ولا يتكلم، فهو يعطي تعليمات للشرطة مباشرة، ويعين عناصره من منظمة لهافا في مناصب عليا في الشرطة، وسيمنح صديقه قاتل الطفل قصي في برقة وسام الشجاعة، وحول ملف التحقيق معه من الشاباك إلى الشرطة كي يطلق سراحه ويغلق ملفه فورًا.

وأكّد أن بن غفير يشعل النار في الضفة، مما يعني أن الفلسطينيين أمام تحد كبير في الأيام المقبلة خاصة وأن الأرضية مهيأة لمواجهة ساخنة.

وفي ذات السياق يقول عصمت منصور الكاتب السياسي، إن هذه الحكومة المتطرفة وبسبب تركيبتها ووجود أحزاب استيطانية فيها تعطي ظهرا وقوة للمستوطنين للتمادي في جرائمهم، موضحًا أن عدم محاكمة المستوطن عند قتله للفلسطيني، وإطلاق سراحه كما سيجري مع قاتل عائلة دوابشة واعتباره دفاعًا عن النفس، وكذلك إحراق القرى دون محاسبة وتبرير، كل ذلك يشجع على الجرائم ويضاعفها سواء من خلال حرق البيوت والمركبات أو القتل.

وفيما يتعلق بخطابات بن غفير وتحريضه على العنف والقتل، يؤكد منصور لـ (الرسالة نت) أن وزير الأمن (الإسرائيلي) المتطرف، وعبر خطاباته ودعواته المستمرة لحماية المستوطنين وتسليحهم يمنحهم حصانة من المحاسبة بإظهارهم بدور الضحية وشيطنة الفلسطيني.

وشدّد على أن هذه الأوضاع ستزيد من الإرهاب اليهودي الذي يشجع على تصاعد أعمال العنف وتنميتها وتؤدي الى تفجير الأوضاع لتصبح انتفاضة.

 

 

 

 

 

 

البث المباشر