للقضاء على المرجعيات.. منظمات متطرفة تحرض ضد الأوقاف المقدسية

غزة- رشا فرحات

تحرض منظمات دينية متطرفة شرطة وأجهزة الاحتلال ضد شخصيات مقدسية ودينية بارزة، منهم نشطاء، ومرابطون، وحراس وموظفون في المسجد الأقصى يتبعون دائرة الأوقاف الأردنية.

فقد اعتقلت قوات الاحتلال مؤخرا حارس المسجد الأقصى لؤي أبو السعد، والمقدسي جاد الغول، بعد تحريض مباشر من منظمة "الصوت اليهودي" التابعة لجماعات اليمين المتطرف، في تقرير عرضت خلاله المنظمة فيديو لحفل زفاف حارس الأقصى يهتف فيه الشبان للمقاومة ويعرضون مشاهد لتصدي الحراس لجنود الاحتلال.

المنظمة التي حرضت على العاملين في الأوقاف الإسلامية في الأقصى، سبق أن نشرت تقارير خطيرة تحرض على شخصيات دينية ونشطاء مقدسيين مثل الشيخ عكرمة صبري وناجح بكيرات وعمر الكسواني، واستجابت لهم قوات الاحتلال باستهداف الشخصيات بالإبعاد والاعتقال والملاحقة.

ورغم التحريض والإبعاد فقد شهد المسجد الأقصى حشود غير مسبوقة من المصلين لا سيما خلال أيام الجمع والفجر العظيم، وذلك رغم العراقيل التي فرضها الاحتلال.

وبحسب صفحة "مرصاد"، فإن الاحتلال نفذ (142) حالة اعتقال من القدس، وأصدر (23) قرار إبعاد ومنع سفر، منها (8) قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى. وطالت قرارات الإبعاد عن المدينة نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات، حيث أبُعد إلى حاجز "مزموريا" بالقرب من بيت لحم جنوب القدس المحتلة، لمدة 6 أشهر.

كما سلم الاحتلال، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، قراراً يقضي بمنعه من السفر مدة ستة أشهر.

بلال محفوظ الكاتب المختص بقضايا القدس علق في مقابلة مع الرسالة على استهداف الأوقاف والشخصيات المقدسية قائلا: الاحتلال يرى أن الشخصيات الدينية والاعتبارية المقدسية هي المحرض الأول للشعب المقدسي لمواجهته، ولكنها في الحقيقة ليست الدافع الأول، وإنما الظلم الذي يواجهة المقدسي كل يوم، في الضرب، والاعتقال، والهدم والفقر ومصادرة الأراضي وهي الدافع الذي يجعل المقدسي يظل واقفا متصديا لعنجهية الاحتلال.

ويضرب محفوظ أمثلة في ذلك، حيث يرى الهبات المقدسية مثل هبة باب العامود وباب الرحمة والبوابات، كانت مرجعيتها دينية لكن حتى الجهات الدينية وعلى رأسها الأوقاف كانت تعترف أن الجماهيرية والشعوبية هي الداعم الأول لكل الهبات الجماهيرية المقدسية، مضيفا:" المقدسي يتعرض لأبشع أنواع الظلم، ويقف في وجهه وحيدا في ظل ضعف السلطة الفلسطينية وإهمالها للقدس".

وعن أهمية دور الأوقاف يقول محفوظ "قد نرى أن الأوقاف تقوم بموقف ضعيف وقليل الحيلة لكنه موقف سياسي مهم، فهناك اتفاقية موقعة بين الاحتلال والأردن، وأي اقتحام للأقصى سيعتبر سياسة اختراق للاتفاقية وسنسعى أمام الإعلام لاستخدام فكرة انتهاك الاتفاقيات كورقة ضغط".

ومع دخول بن غفير للصورة السياسية أراد أن يقضي على أي اتفاقيات سياسية تخص الأقصى وأن يكون هناك جهة تصبح مرجعية دينية فقط، وليست سياسية لأنه بانتهاء أي اتفاقيات سياسية بين الطرفين (الإسرائيلي) والأردني سيصبح الاقتحام أمام العالم مجرد زيارة عادية لمكان أثري، وليس انتهاكا لاتفاقية سياسية دينية حسب رؤية محفوظ.

إضافة إلى ذلك فإن الخدمات المقدمة من قبل الأوقاف، في كل عمليات الترميم، والاشراف على المصليات في المناسبات الدينية والمعتكفين والمرابطين، سيصبح مسؤولية بلدية الاحتلال، وهذا ما لن تقدمه بالشكل الذي يتناسب مع قدسية المكان حسب ما أضاف محفوظ. 

البث المباشر