صفوة الحفاظ 2 ... رسائل غزة التي جمعت ما بين الكتاب والقوة

الرسالة نت- رشا فرحات

مع ساعات الفجر الأولى، وبينما تلف العتمة جنبات الطرق، يستظل بنور الله 1471 حافظا لكتاب الله، أصغرهم ثمان سنوات وأكبرهم في الثانية والسبعين من العمر، بين طفل يستيقظ فجرا ويذهب ممسكا بيد والده، وشيخ يتوكأ على عصاه ويسير في درب الحافظين، رسائل عديدة ترسلها غزة إلى العالم، وإلى الاحتلال خاصة.

163 معلما ومعلمة، 51 مهندسا ومهندسة، 34 رجل أمن، 26 من ذوي الإعاقة، 90 ما بين طبيب وحكيم وصيدلي، جميعهم تقلهم حافلات مخصصة إلى المساجد التي قدر الله لها البركة في استضافتهم ليقرأ كل منهم القرآن غيبا على جلسة واحدة، تبدأ هذه الجلسات من شروق الشمس حتى غروبها.

مشهد مهيب، يضم كل فئات المجتمع، طبيب ومهندس ومعلم ورجل أمن، جميعهم سيصبحون في ساعات من أهل القرآن وحفظته

مشاهد لافتة ارتسمت في ساحات الذكر وفي المساجد، خمسة أشقاء من عائلة "جودة" من معسكر جباليا شمال قطاع غزة شاركوا اليوم في المشروع لتسميع القرآن الكريم كاملاً على جلسة واحدة غيباً من سورة الفاتحة إلى سورة الناس.

فيما التحقت العروس البهية مريم محمد خضر علي (18 عامًا) من سكان شمال قطاع غزة بصفوف الساردين بعد 3 أيام من حفل زفافها

ومنهم من تعب، كما حدث مع الحافظ محمد شعبان، ولكنه أصر على اكمال قراءته وهو على سرير المرض في المستشفى. أما الشيخ خالد أبو مصطفى "أبو معاذ"  الذي يعرفه كل جيرانه في جنوب قطاع غزة وأهل الحي الذي يسكن به بأنه من أهل القرآن ، يسرده اليوم بصحبة أربعة من أبناءه وزوجة ابنه .

حافظات كثيرات، أمهات، صغيرات يحملن أطفالهن على أكتافهن، وبيدهن الأخرى يحملن كتاب الله، يراجعن ويسمعن آياته الكريمة.

الدكتور عبد الهادي الأغا وكيل وزارة الأوقاف علق:" هذا المشهد هو لأناس قدموا من كل قطاع غزة على صعيد واحد من كل المساجد من وزارة الأوقاف، دار القرآن الكريم، جميعة الاتقان، الشابات المسلمات، إقرأ، وغيرها، كلها جمعيات التقطت تحت مظلة صفوة الحفاظ لتقدم نموذجا مختلفا حيث يسرد أكثر من ألف حافظ القرآن، ولا زال غيرهم ينتظرون المشاركة في نفس الفرصة.

ويتابع:" نحن قوم أعزنا الله بالقرآن، وان ابتغينا العزة في غيره أذلنا، وسنظل نعد أجيالنا وأبناءنا وبناتنا لنصل الى مرحلة نجمع فيها بين الكتاب والقوة وندخل الأقصى مطهرين محررين وهذه أهم رسالة يمكن أن نوجهها للاحتلال.

يضيف الأغا:"صفوة الحفاظ في نسخته الثانية العام الماضي كان 581 واليوم تضاعف العدد، وهذه رسالة واضحة للاحتلال، شعبنا يلتف حول خيار القرآن، ويعرف ما يقول القرآن الكريم " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ " نحن لا ننسى أرضنا ولا نسكت على تدينسه لمسرى نبينا، وسنأتي جميعا لنطهر مسرى نبينا بحفاظ الكتاب الذي يجعلنا مؤهلين لنصرة نبينا ومسجده الأقصى، ونصلي هناك صلاة الظفر.

البث المباشر