قائمة الموقع

مقال: الصواريخ التحذيرية تردع الاحتلال

2023-08-19T13:15:00+03:00
ميسرة بحر
ميسرة بحر

تنتصر المقاومة باستمرار في حرب الأدمغة على العدو الصهيوني، فهي تخوض المعركة بحكمة واقتدار في سبيل تحقيق أهدافها بأفضل صورة ممكنة وبأقل الخسائر، بعيداً عن الزخم الإعلامي، وفي سبيل ذلك تُبدع المقاومة في استخدام كافة الوسائل والأدوات المتاحة والمزج بينها بتناغم عالي؛ لتبتكر أدوات جديدة تردع المحتل.

واستمراراً لحرب الأدمغة، فقد ابتكرت المقاومة أسلوب جديدة من خلال استغلال عمليات التطوير والتجريب للمنظومة الصاروخية، في توجيه رسائل ساخنة للعدو الصهيوني من خلال التحكم في توقيت، وعدد، ونوعية، وآلية إطلاق الصواريخ.

أطلقت المقاومة رشقة صاروخية مكونة من 50 صاروخ تجاه البحر صباح يوم الخميس 17/8/2023 بصورة متزامنة من كافة مناطق القطاع، بمديات متفاوتة، وإطلاق صواريخ نوعية لم تستخدم من قبل في مناورة صاروخية تحمل رسائل واضحة، حيث أنها جاءت بعد قيام قوات الاحتلال بالاعتداء على الأسرى في سجن النقب والتضييق عليهم، أثارت هذه الصواريخ حالة من الإرباك لدى العدو الصهيوني، حيث نقل الإعلام العبري أخبار عن رصد إطلاق صواريخ يبلغ مداها 190 كيلو متر، وتحمل رؤوس متفجر كبير تزن 1 طن.

حملت هذه الرشقة الصاروخية دلالات مختلفة؛ أهمها التأكيد على مبدأ وحدة الساحات، وأن المقاومة حاضرة وتتابع تصاعد اعتداءات الصهاينة على الأقصى والأسرى وهما خطان أحمران لن تسمح بتجاوزهما، ولن تتردد في التدخل إذا استمر العدو في اعتداءاته السافرة، كما أن نوعية وعدد الصواريخ التي استخدمتها المقاومة تحمل دلالة واضحة عن تطور المنظومة الصاروخية لدى المقاومة، فإذا اطلقت المقاومة 50 صاروخ بهذه النوعية، في مناورة تدريبية في إطار الاختبار والتجريب، فكم عدد الصواريخ التي ستنطق على العدو في أي جولة قادمة ستخوضها المقاومة.

تمثل قضية الأسرى قضية وطنية كبرى يجتمع عليها كل الشعب الفلسطيني، لما قدمه الاسرى من تضحيات جسام، ويمثل الاسير الفلسطيني رمزا للتضحية والصمود والثبات، فقد قدمت الحركة الاسيرة 237 شهيدا أسيرا مضوا نحبهم في سجون الاحتلال، نتيجة سياسة الإهمال الطبي والقتل المتعمد، كان آخرهم الأسير الشيخ الشهيد خضر عدنان والذي استشهد نتيجة اغتيال متعمد من قبل سلطات الإحتلال بعد إضراب عن الطعام استمر لمدة "87" يوما.

في هذا السياق بذلت المقاومة كل الجهود في سبيل تحرير الأسرى، فما زالت تحتجز لديها عدد من الجنود الصهاينة منذ معركة العصف المأكول عام 2014م؛ وثقتنا بالمقاومة أنها سترغم العدو على القبول بصفقة تبادل للأسرى تفرج بموجبها عن عدد من الأسرى الفلسطينيين؛ فالمقاومة انتصرت في صبرها ونفسها الطويل وقدرتها على إخفاء الجنود الصهاينة، وقد أثبتت صفقة وفاء الأحرار قدرة المقاومة على إرغام العدو على الاستجابة لشروطها.

استطاعت الحركة الأسيرة بمساندة المقاومة من هزيمة العدو وإجباره على التراجع عن خطواته القمعية التي اتخذها ضد الأسرى في سجن النقب، فقد واجهت الحركة الأسيرة قمع العدو بمجموعة من الخطوات أهمها إعلان 1000 أسير الإضراب عن الطعام، انتهت بإعلان لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة عن تعليق خطواتها بعد إرغام العدو على الاستجابة لمطالبهم.

اخبار ذات صلة