تجمع ليبيا للرسالة: الإمارات خلف لقاء وزيرة الخارجية الليبية مع الاحتلال

الرسالة نت- محمود هنية

قال عدنان النجار رئيس تجمــع ليبيا ضد التطبيع، إن دولة الامارات تقف خلف اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية المقالة مع وزير خارجية الاحتلال.

وقالت وسائل إعلام محلية ليبية إن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي، وذلك بعدما أوقفها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة عن العمل احتياطيا وأحالها للتحقيق على خلفية لقاء أجرته مع وزير الخارجية (الإسرائيلي) إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي.

وأكدّ النجار في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، أن الاحتلال استغلّ حالة الانقسام في ليبيا، بدعم واسناد من دول عربية مطبعة، حاولت دفع مسؤولين ليبيين للتطبيع مع الاحتلال.

وكشف عن دور الامارات في جمع وزيرة الخارجية مع الاحتلال، في موقف تطبيعي تحاول الامارات مرارا دفع الأمور نحوها في ليبيا.

وأوضح النجار أن  الموقف الشعبي ترجمته الجماهير الليبية في مختلف المدن، التي احتجت جراء الصدمة الشديدة من وراء هذا اللقاء، كون أن هذا الامر غير مقبول وغير مستساغ نهائيا.

وذكر النجار أن الشعب الليبي يعتبر قضية فلسطين قضيته الأولى، مشيرا إلى أن عملية الانقسام الداخلي ورغم ما أثرّه في مناحي الحياة في ليبيا؛ لكنّ لا يزال الشعب الفلسطيني وقضيته في صدارة هموم الشعب الليبي ولم تتزحزح على الاطلاق.

إقرأ إيضا..حماس تقدر الرفض الشعبي والرسمي الليبي للتطبيع مع الاحتلال

وأضاف: "القضية الفلسطينية قضية الليبين الأولى، ولم يتراجع هذا الموقف أبدا".

وأكدّ أن رئيس مجلس الوزراء الدبيبة نقل عن علمه في اللقاء، معتبرا أن إجراءات عزلها المؤقت اذا لم يعقبه عزل نهائي فهو عبارة عن ذر الرماد في العيون.

وتساءل النجار: "هل تعقد الوزيرة لقاء تلقاء نفسها أم بترتيب مع رئيس الحكومة؟"، مضيفا: "الحبيبة على علم مسبق بهذا التسريب المزمع من الاحتلال؛ لقياس نبض الشعب الليبي، الذي أعلن موقفه بشكل واضح".

وتابع: "هذه أولى درجة في سلم التطبيع، وباذن الله الشعب الليبي سيعمل بكل جهده لاسقاط هذا التطبيع، وعدم السماح بتمريره.

إقرأ إيضا.. أنباء عن مغادرة وزيرة خارجية ليبيا البلاد بعد الكشف عن لقائها بنظيرها (الإسرائيلي)

وأثار الكشف عن لقاء المنقوش مع كوهين، تنديدا محليا واسعا وردود فعل غاضبة تمثلت في حدها الأدنى بالمطالبة بإقالة الوزيرة ووصلت حد المطالبة بإسقاط الحكومة، وأظهرت إجماعا ليبيا ضد التطبيع.

ومساء الأحد، طالب المجلس الرئاسي حكومة الوحدة بتوضيح حقيقة لقاء المنقوش مع وزير خارجية "الكيان الإسرائيلي" بحسب مُراسَلة أكدتها الناطقة باسم المجلس الرئاسي.

ويضم المجلس الرئاسي الذي يتمتع ببعض الصلاحيات التنفيذية والمنبثق عن العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة، 3 أعضاء يمثلون الجهات الليبية الثلاث.

وقالت الرسالة إن هذا التطور "لا يعكس السياسة الخارجية للدولة الليبية ولا يمثل الثوابت الوطنية الليبية، ويعتبر انتهاكا للقوانين الليبية التي تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وطالبت الحكومة في حال ثبوت اللقاء "باتخاذ أقسى العقوبات وفق القوانين والإجراءات المعمول بها في ليبيا".

بدوره، أبدى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا استغرابه من لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية ووزير خارجية إسرائيل، ودعا الجهات المختصة إلى محاسبة المعنيين.

كما طالبت كتلة التوافق في المجلس الأعلى للدولة بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش من منصبها بعد لقائها مع نظيرها (الإسرائيلي)، كما طالبت الكتلة باستقالة جماعية للحكومة والمجلس الرئاسي في حال وجد تنسيقا مسبقا بشأن اللقاء.

إقرأ إيضا.. 50 عاما على اسقاط (اسرائيل) لطائرتها.. ليبيا لم تنسى ثأرها

في حين استنكر حزب العدالة والبناء اللقاء، مطالبا رئيس الحكومة بإقالة وزيرة الخارجية من منصبها.

من جهتها، وصفت دار الإفتاء "اللقاء بالاعتداء الصارخ على ثوابت الوطن والدين"، ودعت الشعب الليبي قاطبة إلى المطالبة بإقالتها، ومحاسبتها على ارتكاب هذه الجريمة، حسب تعبير البيان.

كما حملت دار الإفتاء الحكومة مسؤولية اللقاء، ودعت الدبيبة إلى إقالتها من منصبها.

وفي ردود الفعل المحلية أيضا، استنكر المجلس البلدي لمصراتة ومجلس الحكماء والأعيان، اللقاء، واعتبراه "سابقة خطيرة حول الموقف الليبي تجاه القضية الفلسطينية العادلة".

وشدد بلدي مصراتة على عدم المساس بالقيم والثوابت الوطنية تحت أي ظرف، مؤيدا إحالة المنقوش إلى التحقيق وإيقافها عن العمل.

شعبيا، اندلعت احتجاجات في شوارع طرابلس وضواحيها مساء الأحد رفضا للتطبيع مع (إسرائيل). وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى، حيث أغلق شبان الطرق وأحرقوا إطارات، ملوحين بالعلم الفلسطيني.

 

البث المباشر